لعمامرة: التطبيع قرار سيادي حلال على العرب حرام على المغرب

الكاتب : الجريدة24

25 أكتوبر 2021 - 11:30
الخط :

هشام رماح

قفشات "رمطان لعمامرة"، وزير الخارجية الجزائري تكاد لا تنتهي وتلقي على القفا من الضحك.. فالرجل الذي يكابد ليبدو متزنا في خرجات إعلامية لتجميل نفسه ونظام السوء إلى حيث ينتمي لا يعي فعلا ما يقول ويردد ما يقال له فقط.

وفي تصريحات "لعمامرة" ما يوجب كثيرا المرور عبره سريعا، لأنه خواء يصدر عن رجل بعقل خاوٍ، لكن بعضها يوجب التوقف مليا عنده، كأن يؤكد وزير الـ"كابرانات" أن الجزائر تتقبل الأمر الواقع المتمثل في إقامات دول عربية لعلاقات مع إسرائيل لأن الأمر يتعلق بـ"قرار سيادي".

وبدون وعي تحدث "لعمامرة" عن علاقات دول عربية مع إسرائيل، مؤكدا على ما وصفه بـ"احترام بلاده" لمثل هكذا قرارات سيادية فيما يجتزيء المغرب من هذا الشأن وهو ما يشي أن العدو ليس هو إسرائيل بقدر ما هو المغرب.

فإقامة العلاقات بين دول عربية مع إسرائيل وذاك شأنها مباح في المنظور الجزائري ولا حديث هنا عن "التطبيع" ولا صداع "القومجية" لكن إن تعلق الأمر بالمغرب فإن ذلك منكرا تنكره جارة السوء التي تحاول مراوغة العالم بشأن موقفها الحقيقي من المغرب ومسبباته والحال أن هذا العالم يدري جيدا ما يقع.

أوَ ليس قرار المغرب إحياء العلاقات مع إسرائيل سياديا؟ مثل ما هو الشأن بالنسبة لدول عربية أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين..؟ أم أن إثارة "التطبيع" والاستقواء بإسرائيل لا يثار سوى عند إثارة اسم المغرب "البعبع" الذي يخيف الـ"كابرانات".

ويستشف من حديث وزير خارجية جارة السوء أن إسرائيل التي تحدث عنها بكل احترام وتهيُّب ليست مشكلته والنظام العسكري بقدر ما هي مطية يراد منها الترامي على حق المغرب السيادي الذي يفسره الوزير الشيخ بكونه استقواء وكأن "القوة الضارطة" هم يستبد بالمملكة مثلما ينام الـ"كابرانات" بها ويستفيقون عليها.

وهكذا هي عادة الحكام الجزائريين وأزلامهم أمثال "رمطان لعمامرة" فهم يجتزؤون المباديء بناء على أهوائهم ورغباتهم، فـ"التطبيع" مع إسرائيل حلال على الجميع لكنه حرام على المغرب، والخوض في حق تقرير الشعوب لمصائرها حلال من الجزائر لكنه حرام على المغرب متى نبه العسكر أنهم مستعمِرون لأقدم مستعمرة في القارة الإفريقية وهي منطقة "القبايل".

ويبدو أن التخبط الجزائري سيتواصل ونار الحقد تجاه المغرب ستستعر وتزداد شدة، وهم يرون الرياح تجري بما لا يشتهونه، والأمور تكاد تحسم، وهم يرمون لاستدامة المشكل حتى يحولوا أنظار الشعب الجزائري إلى الخارج بدل الخوض في أمور الداخل وأولها "البطاطا" و"العدس" ووو..

إن النظام الجزائري يخاف أشد ما يخاف أن يطوى ملف الصحراء المغربية وهو سائر نحو ذلك، فحينها ستتجلى الفوارق من المقارنة بين المملكة السعيدة والجزائر البئيسة تحت حكم العسكر وستظهر أنها بلد مارق يحاول جاهدا طعن جاره المغرب في الخاصرة، بينما يحسب للجار الغربي أنه مد يده للمصالحة قبل أن يركب قطار المستقبل بعدما لم يستطع سحب جارة السوء إلى نفس الرحلة التي اختار المضي فيها.

آخر الأخبار