"نزاع" بين "الاخوان" بسبب تصور بنكيران وفريقه لمعارضة أخنوش

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

04 نوفمبر 2021 - 08:00
الخط :

عد انتخاب القيادة الجديدة لحزب العدالة والتنمية بزعامة عبد الاله بنكيران، الأمين العام الجديد للحزب خلفا لسعد الدين العثماني، قبل اربعة أيام من الآن، اشتد نوع جديد من الخلاف بين قيادة هذا الحزب، والذي انعكس على مواقع التواصل الاجتماعي.
طبيعة هذا الخلاف “نشب” حول تصور القيادة الجديدة لشكل وطبيعة المعارضة السياسبة التي سيقوم بها البيجدي، ولاسيما بعد الاشارات التي قدمها بنكيران عقب انتخابه أمينا عاما للحزب يوم الأحد الماضي، الذي أشار إلى أنه سيمهل حكومة أخنوش فترة من الزمن قبل أن ينتقد سياساتها اذا وجدت انتقادات.

وبعد هذه التصريحات حذرت عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية الحالية، منهم من يوجد في الأمانة العامة، من الانجرار وراء معارضة بأفق غير واضح.
وفي هذا السياق، حذر حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب البيجدي من ما سماها “محاولات تسريع دينامية غير بريئة، ظاهرها وعنوانها الاحتجاج على رئيس الحكومة عزيز أخنوش وحكومته، لكن أفقها غير واضح”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن الذين يدعون إلى مواجهة حكومة أخنش من الآن بالاحتجاجات، فإن ذلك “لن يكون في المصلحة الحقيقية للبلاد، بالنظر الى تاربخ وتجربة وانعدام مصداقية المكلفين بـ”التبشير” والتعبئة لهذه الدينامية”.

واعتبر أن التعبئة لدينامية الاحتجاج على الحكومة التي لم تكمل بعد شهرها الأول، التي تتم بتوظيف واستغلال قرارات وأحداث، منها جواز التلقيح وارتفاع اسعار المواد الغذائية، يحاول أيضا المكلفون بـ”التبشير” جعل اعادة انتخاب عبد الاله بنكيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، في المؤتمر الوطني الاستثنائي، “حطبا” اضافيا لهذه التعبئة.

وقال حمورو “وجب الانتباه، خاصة من طرف مناضلي العدالة والتنمية، بعدم الانجرار أو الانخراط في هذه الدينامية دون إدراك أفقها”. ولفت إلي زنه حتى وإن كان الحزب أعلن اصطفافه في المعارضة، لكنه حزب مستقل بمواقفه وبقراراته، ومؤسساته وحدها من تقرر ماذا ومتى يعارض الحزب، ومن أجل ماذا وبأي سقف وبأي أفق، ولا يمكن أن يتحول الى مجرد ورقة على طاولة فاعلين ولاعبين آخرين.
وأشار عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية إلى أن هناك كذلك حاجة للتفريق بين أخنوش رجل الأعمال الذي يمارس السياسة دفاعا عن مصالحه، وبين أخنوش رئيس الحكومة المغربية، موضحا أن “انتقاده ومعارضته مهما بلغت أخطاؤه، وجب الا يؤثران على صورة مؤسسة الحكومة ورئاستها، باعتبارها مكسبا سياسيا وديمقراطيا كبيرا للمغاربة، على الجميع ان يحافظ عليه ويرسخه”.
وشدد حمورو على زن “منطق الأشياء، يفرض منح الحكومة وقتا كافيا قبل الحكم بفشلها، خاصة أننا لسنا في سياق انتخابي، لأنها مؤسسة من مؤسسات الدولة، يؤثر أي تهديد لاستقرارها على استقرار أمور أخرى، رغم أنها تحمل من بوادر الفشل الشيء الكثير..”.

بدورها، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، اعتبرت أن حكومة أخنوش حكومة ضعيفة منذ بدايتها، ومؤشرات ضعفها كثيرة ستزداد بروزا مع الأيام، إلا أنها كباقي الحكومات تحتاج لمهلة معقولة لالتقاط أنفاسها ومباشرة عملها.

وقال ماء العينين إن طلب مهلة لا يعني عدم تنبيهها إلى أخطاء استراتيجية في ظرفية حساسة جعلت الناس يخرجون للشوارع للتظاهر ظاهريا ضد فرض جواز التلقيح، بما هو قرار متسرع وغير مدروس، غير أن الاحتجاج يمتد إلى أمور كثيرة تنبئ عن اعتمال احتقانات وجب الانتباه إليها والتعامل معها بكياسة وتعقل واحتكام للدستور والقانون، وفق المصدر.

ونبهت ماء العينين هي الأخرى إلي أن حزب العدالة والتنمية هو من يختار شكل معارضته ومضمونها ويحدد أولوياته الداخلية والخارجية في مرحلة تحتاج منه انكبابا على مشروعه السياسي، قراءة ومراجعة وتجديدا، لأن السياسة في المغرب في حاجة إليه.
وأبرزت عضو الأمانة العامة للبيجدي أنه حتى لو بدا أن هناك تقاطعا في الموقع السياسي مع أطراف وقوى تكن العداء لحكومة أخنوش لدواعي مختلفة، فإن حزب العدالة والتنمية سيظل مستقلا واعيا برهاناته متأنيا في إنجاح أهدافه.

هذه الملاحظات بالاضافة إلى أخرى قالها بنكيران في المؤتمر الأخير بخصوص حكومة أخنوش وطبيعة المعارضة السياسية التي سيخوضها حزب العدالة والتنمية، دفعت عضو الأمانة العامة السابقة، والمناصر لسعد الدين العثماني، محمد أمحجور، إلى التعبير عن استغرابه من توافق موقف حمورو وماء العينن في نفس اللحظة دون أن يكون قرارا صادرا عن الأمانة العامة، وتوافق هذه المواقف مع خصوم البيجدي الذي يهاجمونه باستمرار في علاقتها بحكومة أخنوش.

وقال أمحجور “لم أقف يوما على حزب معارض خرج “مسحولا” ( البيجدي) في انتخابات “فاز” بها خصمه “الأول والكبير”(التجمع الوطني للأحرار)، ومع ذلك فهو لا يرى بأسا في معارضة صامتة، ويدعو للحكومة بطول العمر، ويطالب بمنح الحكومة “مهلة”، والأصل والعرف أن الحكومة هي من تطلب ذلك وليس العكس”، موجها الخطاب للقيادة الجديدة للبيجدي.

وتابع المصدر أن “أي ادعاء يربط معارضة العدالة والتنمية للحكومة بالاستقرار وحفظ المكتسبات السياسية والديموقراطية هو غرور كبير ووهم عظيم. وهو إضافة إلى ذلك خطر داهم مهدد ومضعف للديموقراطية والاستقرار اللذان يحتاجان إلى معارضة برلمانية تقوم بأدوارها الدستورية والسياسية والديموقراطية”.

آخر الأخبار