تباكي الجزائر وفطنة المجتمع الدولي بشأن اتهام المغرب كذبا بقصف مدنيين

هشام رماح
تباكى النظام الجزائري أمام العالم ولم تنفع محاولاته المستميتة في شيطنة المغرب.. إذ انتصر المجتمع الدولي لصوت الحكمة ولم ينحز للأطروحة الجزائرية المستندة على اتهام المملكة باقتراف قصف جوي لمدنيين جزائريين في المنطقة العازلة المحظورة عليهم.
وانبرى رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري إلى دغدغة المنظمات الدول سعيا لإيهام رؤسائها عبر مراسلات، أمس الخميس، بتنفيذ المغرب لهجوم على مدنيين وصفه بـ"العمل الإرهابي"، غير أن خيبة الوزير ومسخريه من العسكر كانت مريرة.
وراسل لعمامرة كل من أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة ، وموسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ويوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.
وحافظ من راسلهم النظام الجزائري متهما المغرب باستعمال "أسلحة متطورة لعرقلة حركة المركبات التجارية"، في "فضاء إقليمي لا حق له فيه"، على تبصرهم مؤمنين بأن الأمر لا يعدو كذبة لن تنطلي على المتابعين الدوليين والمهتمين بالأوضاع في المنطقة المغاربية.
أيضا، هذا الموقف جعل الإعلام الجزائري يجن، مثل بوق النظام العسكري أحمد حفصي، الذي لم يجد بدا غير التعليق في "فايسبوك" متحسرا على خيبة بلاده وهو يحيل على عدم إدانة أي بلد عربي للمغرب في شأن الحادث الموضوع من قبل عبد المجيد تبون ومن يحركونه وفق أهوائهم.
وكانت رئاسة الجزائر رجمت المغرب كذبا متهمة إياه باستعمال طائرات مسيرة عن بعد "درون" لقصف مدنيين جزائريين كانوا على متن شاحنتين تجاريتين فوق الأراضي الموريتانية، غير ان قيادة أركان الجيش الموريتاني سرعان ما فندت هذا الادعاء عبر بيان نفت فيه حدوث أي قصف أو هجوم مغربي على ترابها.
وتشبث النظام الجزائر بالكذبة التي قرنها بطائرات الـ"درون" المغربية بعدما أضحت بعبعا له ولانفصاليي "بوليساريو" الذين ينفذون حربا بالوكالة ضد المملكة، فيما يتعلق الحادث بانفجار جرى في حقل ملغوم بعدما وطأت الشاحنتان لغما أرضيا وهما تهمان بإمداد الانفصاليين بالأسلحة والعتاد، فوق أرض عسكرية محظورة على المدنيين.
وإذ ادعى النظام الجزائري أن الأمر يتعلق بمدنيين كانوا على متن مركبات تجارية على الطريق الرابطة بين موريتانيا والجزائر، فإن الكذبة بدأت تتلاشى وقد حكم متابعون العقل مثل محمد ولد أمين، الدبلوماسي الموريتاني السابق، الذي جارى العسكر الجزائري في طرحه متسائلا عن السبب الذي جعل الشاحنتين التجاريتين تعرجان بعيدا عن الطريق بين ورقلة الجزائرية والعاصمة الموريتانية نواكشوط.
وعلق الدبلوماسي الموريتاني السابق عبر صفحته في "فايسبوك" ما مفاده أن الطريق بين ورقلة ونواكشوط لا تمر عبر الصحراء المغربية، محيلا على أن المنطقة حيث وقع الحادث تشهد مناوشات يومية بين البوليساريو والمغرب. وأي ناقل للسلع يحيد عن الطريق الرسمي "يخاطر بحياته ويقتحم منطقة دامية هكذا بسذاجة".