"المسيرة الخضراء".. ملحمة وحدة

الكاتب : الجريدة24

06 نوفمبر 2021 - 06:00
الخط :

اليوم السبت، يخلد الشعب المغربي الذكرى الـ46 لانطلاق المسيرة الخضراء التي مكنت المملكة من إنهاء الوجود الاستعماري بأقاليمها الجنوبية، في مناسبة تعيد الأذهان إلى حقبة تتشاركها الذاكرة الجماعية في المغرب بفخر واعتزاز.

دعوة من عاهل المغرب الراحل الملك الحسن الثاني استجاب لها مواطنوه ممن احتشدوا في "مسيرة خضراء" توجهت صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من الاحتلال.

ملحمة وحدة يوثقها التاريخ بفخر المغاربة بانتفاضتهم التي مكنت مملكتهم من استرجاع أقاليمها الجنوبية، فكانت المحطة الفاصلة التي وضعت حدا لحوالي 75 عاما من الاستعمار والاحتلال الإسباني للصحراء المغربية وإنهاء النزاع المفتعل.

هكذا كانت البداية، وهناك أيضا كانت النهاية، ليمتد الحيز الفاصل بين النقطتين على محطة فارقة في تاريخ المغرب، يتناقل المغاربة تفاصيلها عبر الأجيال، ويحتفلون بذكراها السنوية.

"سنخترق الحدود"

"علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه علينا شعبي العزيز أن نقوم كرجل واحد بنظام وانتظام، لنلتحق بالصحراء ونصل الرحم مع إخواننا في الصحراء".

جاء ذلك في خطاب تاريخي للعاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، ألقاه في 16 أكتوبر الأول من عام 1975، دعا فيه شعبه إلى النفير السلمي نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وفي 5 نوفمبر من العام نفسه، خاطب الملك الحسن الثاني المغاربة الذين تطوعوا للمشاركة في هذه المسيرة قائلا "غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطؤون أرضا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز".

فكان أن لبى المغاربة النداء، وشارك في المسيرة الخضراء يوم السادس من الشهر ذاته، 350 ألف مغربي ومغربية ممن توجهوا صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من الاحتلال الإسباني، في "زحف" مكن من استرجاع تلك الأقاليم ووضعت حدا لحوالي 75 عاما من الاستعمار والاحتلال الإسباني للصحراء المغربية.

استجابة الشعب

بمجرد انتهاء الخطاب الملكي في أكتوبر عام 1975، هب أبناء الشعب وبناته، يُلبون نداء والدهم الحسن الثاني لصلة الرحم مع أقاليمه الجنوبية.

وشرعوا في تسجيل أنفسهم باللوائح الموضوعة رهن إشارتهم لدى مُمثلي السُلطات المحلية بمقرات سُكناهم، بحسب ما كشفه الصديق معنينو، الصحفي المغربي الذي اشتهر بتغطيته لفعاليات المسيرة الخضراء، وأحد الشاهدين على تفاصيلها.

وقد شارك في المسيرة الخضراء 350 ألف متطوع من جميع مناطق المغرب، في حين حرص الراحل الحسن الثاني على أن تكون للمرأة مكانة مهمة جداً في هذه المسيرة، مُشدداً على ضرورة أن يكون 10 بالمائة من المُشاركين نساء.

وانطلق المتطوعون نحو الصحراء حاملين الأعلام الوطنية والقرآن على متن القطارات والحافلات والشاحنات، وقد كان يرافقهم أطباء وممرضون وأفراد من القوات المساعدة والدرك وغيرهم من الكوادر والعناصر التي وفرت لتأطير وحماية المشاركين الذين كان من بينهم أيضا بعض الوفود الممثلة لبعض البلدان العربية والإسلامية.

  • عن العين الاخبارية بتصرف

آخر الأخبار