"القوة الضاربة" تعد الجزائريين بنمو اقتصادي موازٍ لأمريكا والصين

هشام رماح
الثرثرة سمة يتشاطرها رموز النظام العسكري الجزائري.. وبدلا من ترجمة النوايا على أرض الواقع يختار عسكريو وسياسيو الجارة الشرقية للمغرب الهروب نحو الكلام الذي لا يسمن الشعب المقهور هناك ولا يغنيه من جوع بقد ما ينكأ جراحه الغائرة.
وإذ ذاع في المعمورة صيت أزمة الجزائر مع البطاطس والسميد والحليب والزيت، وفيما يتناقل الجميع استنفاذ "القوة الضاربة" لكل جهودها من أجل تأمين "البطاطا" على الخصوص لشعب يقتات عليها كثيرا، لم يجد أيمن بن عبد الرحمن، رئيس الوزراء الجزائري ووزير المالية غضاضة وهو يعد الجزائريين بتحقيق نمو اقتصادي مواز للولايات المتحدة الأمريكية والصين ثم ألمانيا وفرنسا!
وتحمس رئيس الوزراء الجزائري كثيرا واقتنص فرصة عدم الأداء على الكلام ليطلقه على عواهنه ويقترف تصريحا غريبا عقب مصادقة مجلس الأمة على قانون الميزانية لعام 2022 ، بقوله إن "الجزائر تملك مقومات بلوغ مستويات نمو دول مجموعة الـ.20".
ولمن لا يعرف مجموعة الـ20 التي قارن الرجل الأخطل اقتصاد بلاده بها، فهي منتدى دولي لاقتصادات عالمية تمثل مُجتمعة حوالي 90٪ من إجمالي الناتج العالمي، و80٪ من التجارة العالمية، وتضم الاتحاد الأوربي فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية والصين والمملكة المتحدة والهند..
ولم يستشعر رئيس الوزراء الجزائري، أدنى حرج وهو يدلي بتصريح صحفي، يعلم جيدا مع أسياده العسكر أنه أضغاث أحلام لكنه أصر على القول إن "البعض سيقول إنه سراب، ولكنه ليس كذلك، فللبلد كل المقومات، بداية من المورد البشري الذي سيصنع الفارق، إضافة إلى الموارد الطبيعية التي سيتم استغلالها".
ويبدو أن النظام الجزائري ومن يسخرهم للتمثيل بالشعب في الجارة الشرقية يمعن كثيرا في جعل نفسه أضحوكة أمام العالم، وهو يمنيها بأن تنال شيئا من اهتمام العدو والصديق كما أردف رئيس الوزراء المغلوب على أمره والمنفذ لتعليمات من جاؤوا به لتداول تصريحات سمجة تلقي على القفا من الضحك.
وإذ استطاب أيمن بن عبد الرحمن، الكلام فلم يجد للسانه عقالا وتركه يند بما وجد في خزائن الحديث وقد أفاد "نتعهد أمام الله والشعب بأننا لن ندخر أي جهد حتى تبلغ الجزائر أسمى المراتب" ثم زاد أن "الإصلاح الهيكلي للدولة، الذي دخل في مرحلة متقدمة، اعترف بنجاعته العدو قبل الصديق، سواء تعلق الأمر بالإصلاح الجبائي أو الميزانياتي".
وحقا إن أعداء وأصدقاء الجزائر التأموا في الشفقة على بلد ينهبه جنرالات أجلاف بلغوا من الكبر عتيا ولا يزالون يعضون بالنواجذ على ضرعها الذي أصبح يسيل منه الدم بدل ولا يرف لهم جفن وهم يرددون ومعه خدامهم أن نظامهم الذي يؤثثونه "قوة ضاربة" والحال أنه "قوة ضارطة" ليس إلا.