انخفاض في تدفق الغاز الجزائري لإسبانيا ومعاينة لأضرار التواطؤ ضد المغرب

 هشام رماح

معاناة إسبانيا مع الغاز الجزائري بعيدا عن المغرب بالكاد انطلقت.. فقد عانت من توقف دام لأزيد من 54 ساعة وحكومتها تعاين انخفاضا فادحا في تدفق الغاز بما يهدد قدرتها على تلبية الحاجيات الكهربائية المرتفعة تزامنا وفصل الشتاء.

وانخفض تدفق الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر أنبوب "ميد- غاز" بشكل أثار قلق حكومة "بيدرو سانشيز" التي تدرك حجم ما يخبؤه لها المستقبل مع نظام الـ"كابرانات" وهي تتكتم على الأمر وتداري عليه بتطمينات واهية لم تنطلِ على الجميع في الجارة الشمالية.

ووفق موقع "Ok Diario" فقد انخفض معدل تدفق الغاز، منذ أول أمس الثلاثاء 30 نونبر 2021، علما أن مشاكل تقنية جمة بدأت في الظهور شهرا فقط بعد اعتماد إسبانيا فقط على أنبوب "ميد- غاز"، بما ينذر بأن القادم أسوأ.

وكانت إسبانيا تتزود، لأزيد من ربع قرن من الزمن، بأكبر الحصص من الغاز عبر الأنبوب المغاربي العابر للأراضي المغربية بحيث استطاعت الحصول على ملايير الأمتار المكعبة من الغاز الجزائري عبر دون مشاكل تذكر، لكن اليوم ليس مثل الأمس.

وفيما كان النظام الجزائري أوقف العمل بالأنبوب المغاربي منذ متم شهر أكتوبر الماضي، فإن إسبانيا راهنت بشأن تلبية احتياجاتها من الغاز المسال، الذي يسخر لتوليد الطاقة الكهربائية، على أنبوب "ميد- غاز" والناقلات البحرية غير أن نسبة التزود تقل حاليا بأزيد من 21 في المائة عما كان متوقعا وكما وعد حكام الجزائر.

وعادة ما كانت الجزائر تزود إسبانيا بنسبة 45 في المائة من حجم الغاز المسال المستهلك فيها سنويا، لكن المشاكل الطارئة في أنبوب "ميد- غاز" الذي تستحوذ شركة "سوناطراك" الجزائرية على نسبة 51 في المائة منه والباقي لشركة "Naturgy" لا يبدو قادرا على الحفاظ على نفس المستوى.

ويبدو أن إسبانيا مقبلة على شتاء استثنائي وحكومتها تتخوف منه كثيرا وهي تتلمس المشاكل في تعاملها مع النظام الجزائري الذي لم يراعي في الحسبان المشاكل التقنية التي تحول دون وفائه بما تعهد به لها نظير تواطؤها معه ضد مصالح المغرب.

ويعيش القائمون على أنبوب "ميد- غاز" حالة استنفار قصوى نتيجة المشاكل التي طرأت بشان تدفق الغاز الجزائري المسال بسبب أعطاب تقنية، بحيث يرتقب في ظل الانخفاض المسجل تسجل حالات متكررة لانقطاع الكهرباء في إسبانيا خاصة خلال شهر يناير المقبل، وفق "Ok Diario".