حينما يلوك لعمامرة علكة "الشنقريحة" في لعبة "الكراسي الموسيقية"

الكاتب : الجريدة24

03 ديسمبر 2021 - 07:00
الخط :

هشام رماح

نفس العلكة يلوكها رموز النظام الجزائري تباعا، فبعد صالح قوجيل، رئيس مجلة الأمة هناك وبعده عبد المجيد تبون الرئيس "الصوري" جاء الدور على رمطان لعمامرة، وزير الخارجية ليكرر "مضغ" الكلام حول العلاقات المغربية الإسرائيلية لعله يبرد نارا متقدة في صدره ومن يأتمر بأوامرهم.

وفي ما يشبه لعبة "الكراسي الموسيقية" (Les Chaises musicales) تتبادل دمى الـ"كابران" السعيد الشنقريحة أدوار الرمي بأسفه الكلام وأتفهه بينما تتقلب في هذا الحديث أبواق النظام بعدما أضحت مثل عاهرة قضى الماسكون برقاب الجزائريين وطرهم منها وتريد المزيد.

وحاول رمطان لعمامرة، وزير خارجية جارة السوء، الذي لا يتقن غير لغة "الحرب".. الكلامية، العزف على وتر المشاعر وهو يوحي أن التحالف المبرم بين المملكة وإسرائيل موجه للجزائر، بصفتها "قوة ضارطة"، محيلا على أن هذا التحالف ينم عن شيء هو أن المغرب حسم مصيره مع الجزائر.

وإذ قال لعمامرة، إن ما قام به المغرب يبعده كثيرا عن الجزائر ويزيد من النفور بينهما، فقد بدا مغردا خارج السرب وهو يحاول تزوير الحقيقة البادية للجميع وهي: متى استشعر المغرب غير النفور من أبناء محمد بوخروبة.. "بومدين" الذي عض اليد التي امتدت إليه وذهب للقاء ربه وقد ترك خلفه قطيعا من الضباع التي رضعت منه النذالة؟

أيضا، وللرد على الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية المغربية على أرض الواقع، استكان لعمامرة إلى الكلام ليدافع عن نفسه وعن "دبلوماسيته"، ناسبا له إنجازات ظنا منه أنها تُرجِمَت حقيقة بينما هي لا تزال حبيسة باحة الأحلام في دماغه فقط.

وعلى خلاف التجاهل المغربي فإن النظام الجزائري لا يزال يردد نفس الأسطوانات القديمة ضد بلد لطالما اعتبره رموز النظام الفاسد عدوا أبديا لطالما مد يديه لكل ما قد يجمع البلدين وينتصر لنقاط الائتلاف ورتق الاختلاف.. لكن لم يكن يسمع لمن يرتعون في مقدرات الشعب الجزائري صوت حينها.

المغرب انصرف إلى حال سبيله وله الحق في أن يتحالف مع من شاء ومع من يراه مناسبا له، فهل باسم الجوار أم الأخوة يحاول حكام الجارة الشرقية عتاب المملكة على تحالفها مع إسرائيل.. لأن الجزائر لم تراعِ يوما في حربها المستدامة ضد المغرب لا لحسن الجوار ولا للدماء التي تجمع بين الأشقاء.

وفي مقابل تصريحات الساسة في الجزائر، تضطجع أبواق العسكر على بطنها وهي تردد ما يقال دون أي تعقل في معالجته وهي تستعدي الشعب الجزائري على المغاربة وتصب الزيت على نار الأحقاد المستعرة في بلد لا يرى من حل أماه لتصريف أزمات الداخل غير المشاحنة مع العدو الأزلي.

آخر الأخبار