عندما يعد عبد المجيد تبون فلسطين بـ100 مليون دولار ويترك الشعب بلا "بطاطا"

هشام رماح
لعبد المجيد تبون، رئيس الجزائر بـ100 مليون دولار يعد بمنحها لفلسطين، لكن ليس لديه ما يسد به رمق الجزائريين ويوفر لهم "البطاطا".. إنه لأمر مؤسف ومخزٍ على وزن ما يردده الرجل الذي نذر حياته لخدمة العسكر في جارة السوء.
وسوقت أبواق النظام الجزائري لـ"وعد" الرئيس الجزائري لعباس أبو مازن، خلال زيارته الجزائر، بشيك بقيمة 100 مليون دولار لفلسطين، والحال أن "الوعد" يظل قيد المجهول مثل ما سبقه من وعود قطعها النظام الجزائري على نفسه لكنها لم تترجم على أرض الواقع.
ولا ريب.. عبد المجيد تبون ساكن "المرادية" المسكون بالمغرب، يطلق الكلام على عواهنه وتتلقفه أبواق النظام لتصرفه في كل الأرجاء دون مواربة.. في تسويق سافر ومتاجرة صارخة بالقضية الفلسطينية ومآسي الفلسطينيين.
فهل يملك عبد المجيد تبون 100 مليون دولار تحت تصرفه ولم يبادر قبلا لنجدة حرائر وأحرار الجزائر الجوعى والتواقين لازدراد البطاطا؟
ثم هل خط الرئيس الجزائري بيده الرقم الكبير على الشيك وتوصل عباس أبو مازن به ووضع في جيبه حتى يكون الوضع في حكم المحسوم.. أم أن الأمر لا يعدو صرخة ترويجية ليس إلا؟
وفي سجل الرئيس الجزائري ما يزرع الشكوك حتى في أقرب المقربين منه.. فلا أحد يصدق الرجل الذي ادعى امتلاك بلاده لأحسن منظومة صحية في إفريقيا، ولم يستطع الانتظار حتى ساعة عن الطيران للاستشفاء في ألمانيا بعد أول نزلة سعال ألمت به في عهد "كورونا".
ومن يصدق الرجل الذي وعد تونس باقتسام أول شحنة تتوصل بها بلاده من اللقاح المضاد لـ"كورونا" مع جارتها تونس.. وانقلب عليها فجأة بعد تحقق الشرط.. وانصرف إلى أمور أخرى متناسيا وعده الذي تلاشى مع الأيام؟
وأين كانت هذه الـ100 مليون دولار سابقا، ولماذا لم تظهر إلا فيما يعد خطوة يروم من ورائها استدراج "السلطة الفلسطينية" إلى معسكره بما ينم عن "تحفيزها ماليا" لتكون مع الجزائر وبالضرورة ضد المغرب الذي يناصبه الـ"كابرانات" العداء.
ثم أليس في صرف هكذا مبلغ نكاية فقط في المغرب ما يثبت للشعب الجزائري أن ظلم ذوي القربى من حكامه أشد مضاضة عليه وأرحم على من دونهم متى أبدوا استعدادهم لاستعداء المغرب من أجل المال؟
إن للمال سلطان يبسط هيمنته على الضعفاء.. فلا أحد يصدق أن الـ100 مليون دولار جاءت إكراما لعيون الفلسطينيين.. والكل يعلم أنها جاءت في إطار المقاربة الترويجية التي ينتهجها النظام العسكري الجزائري لاستدرار تعاطف المُغرَّر بهم.
ثم بالنسبة لعباس أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية هل يملك شجاعة القرار أمام مبلغ سمين لينبري للحق أم أنه سيزيد في "جهل" عبد المجيد تبون ويردد ما يلقن إياه في حضرة العسكر بعد أن يمسك الشيك ويضعه في جيبه؟
لحد الآن ما قاله عبد المجيد تبون مجرد "وعد" كباقي الوعود.. وعندما يزداد حينذاك بالإمكان تسميته "سْعيد".