رغم تصريحات ألباريس.. حالة الجمود الدبلوماسية تتواصل بين إسبانيا والمغرب

لا زالت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا تعاني من الركود والتوتر، رغم أن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، كشف مرارا عن نية طي صفحة الماضي، لكن لم تقم مدريد بأي خطوة حقيقية يمكنها إحقاق المصالحة بين البلدين.
وصادقت الحكومة الإسبانية أمس الثلاثاء، في اجتماع لها على “الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي”، والتي تضمنت إشارات نوعية العلاقات بين مدريد والرباط.
ووفق “الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي”، فإنه من المرتقب استمرار الأزمة، بحكم أن اسبانيا تطالب الرباط بالولاء في التعاون، و”احترام الحدود الوطنية”، أي سبتة ومليلية.
ولم يعقد خوسيه مانويل ألباريس أي لقاء ثنائي مع ناصر بوريطة خلال هذه السنة، الأمر الذي اعتبر الجميع دليلا على عدم انتهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، بحكم أن اسبانيا لا تزال تدعم الجبهة الانفصالية، رغم أن الرباط بعثت إشارات إيجابية إلى مدريد في خطابات السابقة لجلالة الملك محمد السادس، قصد خلق حالة من التعاون بين البلدين.
وبخصوص استمرار مضامين حالة الجمود المستمرة بين البلدين، قال حسن بلوان الخبير في العلاقات الدولية، في حديثه للجريدة 24، أن الكثير من الوقائع تبرز سوء نوايا الحكومة الاسبانية المتواصل تجاه المغرب، والتي جعلتها تضيع فرصة ثمينة لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الرباط.
وأضاف بلوان، أن خطابات المجاملة الدبلوماسية المتبادلة من طرف الفاعلين السياسيين ومراكز صناعة القرار في اسبانيا، لا يمكن أن يكون لها ملموس دلالي، ما دامت لم تتخذ مواقف وقرارات صريحة، وخير دليل “الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي”، والتي تضمنت إشارات نوعية العلاقات بين مدريد والرباط، وأكدت بالملموس على احترام سبتة ومليلية، وهي اشارات تثبت عدم نيتها في فتح ملف استرجاع المنطقتين.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أن السبيل الوحيد لإسبانيا لكي تحافظ على علاقاتها الاستراتيجية مع المغرب، هو قطع بشكل صريح ونهائي مع دعم الانفصال بالأقاليم الجنوبية المغربية، مع فتح بات للملفات العالقة بين البلدين وحسم في أمورهاـ خاصة فيما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة.
وأبرز المتحدث ذاته، أن هذه الأمور من شأنها طمأنة المملكة، قصد بناء العلاقات بشكل أكثر عمقا وقوة مستقبلا، لذا وجب على اسبانيا عدم اكتفاء بإعلانها بين الفينة والأخرى عن مساندتها للمسلسل الأممي، وبعث عبارات الود والصداقة للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.