تارودانت: ساكنة دوار تنهي معاناة تلاميذ يشقون "طريق الموت" نحو المدرسة

أمينة المستاري
نزل بعض تلاميذ دوار "اكادير ادمحند" بجماعة توبقال اقليم تارودانت، بخطوات مسرعة، من مرتفع جبلي عبر مسلك وعر، وهم يحملون حقائب مدرسية ويرتدون ملابس شتوية، قبل أن يبلغو الدرج الإسمنتي الذي أصبح حقيقة بعد أن كان حلما لهم، بفضل المحسنين وجمعية امكدال للتنمية والتعاون، وتحول المنحدر الخطير إلى درج اسمنتي طوله 500 متر، يمكنهم بعد انتهاء الأشغال، من الوصول إلى مدرستهم أسفل الجبل بسهولة، وصعوده في رحلة العودة إلى المنزل دون خوف من السقوط أو التدحرج من أعلى الجبل.
معاناة عاشها تلاميذ الابتدائي (الثالث والرابع والخامس) لسنوات، فرحلة الذهاب إلى المدرسة والعودة منها كانت لسنوات رحلة محفوفة بالمخاطر، وتزداد في فصل الشتاء مع انجراف التربة والانزلاقات.
مشكل أرق السكان لمدة، قبل أن يهتدوا إلى الحل، ويستقر رأيهم بتنسيق مع جمعية امكدال للتنمية والتعاون، على بناء درج إسمنتي طوله 500 متر.
تمكنت الساكنة من الحصول على مواد البناء من محسنين بالدوار، لتبدأ الأشغال بأيادي عمال يتقاضون أجرتهم، يستعملون وسائل بسيطة لكسر الصخور وترصيص الطريق، ويساعدهم أهل الدوار من حين لآخر في بعض الأشغال.
تغيرت حياة تلاميذ المنطقة، يقول محمد إيدرحا، الكاتب العام للجمعية في تصريح للجريدة 24، فرغم أن الطريق لن يتم الانتهاء منها قبل 20 يوما، إلى أن نظرة الرضا ترتسم على محياهم بعد إنجاز الشطر الكبير من المشروع، والذي سيمكن المدشر من تجاوز مشكل جعلهم يمتنعون عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة خوفا من وقوع حوادث سقوط، لاسيما في فصل الشتاء، وموازاة مع التساقطات المطرية والثلجية، كما استبشرت الساكنة خيرا حيث سيمكنها النزول من المدشر إلى المسجد الذي يقع أسفل الجبل لأداء صلاة الجمعة.
ويضيف محمد أن الساكنة تقوم بإنجاز طريق إغير نلبرج بعد تقديم محسنين مساهمات عينية من اسمنت وغيره لتسهيل عملية التنقل من الدوار نحو باقي الدواوير، وفك العزلة عنه.