"البؤساء" أو عندما يلعب الإعلام الفرنسي على حبل الخونة لمقارعة المغرب

هشام رماح
لم تستكن الدولة العميقة في فرنسا بعد إلى حقيقة أن المغرب خرج من كنفها وحلق بعيدا.. بعدما انعتق من الجمهورية وغير من علاقاته مع دول أخرى أقوى وأشد حضورا في العالم.. فكان أن سلطت إعلامها البئيس على المملكة تستهدف النيل منها عبر تخصيص حيز كبير لمرتزقة العالم الافتراضي أمثال زكرياء المومني ومصطفى أديب ودنيا الفيلالي ومحمد حاجب وغيرهم.
ولعل "فيكتور هوغو" أخطأ في وصف "جان فالجان" و"كوزيت" وأمثالهما في روايته الشهيرة بـ"البؤساء".. لأن هذا النعت والوصف يمكن تفصيله على المتحكمين في الإعلام الفرنسي الذين لم يعد أمامهم من بد غير اللعب على حبل الـ"يوتوبرز" الخونة الذين قرروا الاغتناء من المنصة الحمراء عبر مناصبة بلادهم العداء.. والذين وجدوا الطريق سالكة إلى استوديوهات "فرانس 24" وما شابهها.
فماذا دهى الإعلام الفرنسي ليحاول دق إسفين في خاصرة المغرب وقد صنع من الخونة "أبطالا" وهميين؟ إن الأمر ينحاز إلى محاولة المتحكمين في هذا الإعلام البغيض الثأر من خلع المغرب للجبة الفرنسية والتحلل من كل ما قد يرهن مصيره بمصيرها ويجعله أعمى لا يستبصر بغيرها... ولم يجد الإعلام الفرنسي البئيس أمامه غير الخونة ليقضي وطره منهم مثل العميل مصطفى أديب والبطل الورقي زكرياء المومني و"مومس" الـ"يوتيوب" دنيا الفيلالي وإرهابي زمانه محمد حاجب وليأكل الثوم بأفواههم ويصرف أحقاد الدولة العميقة في الجمهورية تجاه المغرب الذي مضى بعيدا ولم يعد ضمن حوزتها مثل باقي الدول التي تأتمر بأوامرها ولا تؤتي أمرا دون العودة إليها.
وكعادتها تتقدم قناة "فرانس 24" ما دونها من إعلام فرنسا القذر لتستل كل معاني الخزي وتنكل وتمثل بالدور الإعلامي وتجعل من نفسها بوقا يتحدث عبره إمَّعات ونكرات تستضيفهم القناة في بلاطوهاتها وتحتفي بهم سوى لأنهم يمثلون لها مطية لقضاء أمر مطلوب منها ضد المملكة السعيدة.
إن المغرب أصبح رقما صعبا في المعادلة الدولية، ومعه تبرم قوى عظمى أمثال الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والصين وغيرها شراكات قوية ومتينة لم تحظ برضا الفرنسيين، وجعلتهم يتخبطون كمن به مس.. فهل من بلد مستهدف من قبل الإعلام الفرنسي المقيت أكثر من المغرب.. لا فالأخير وحده من رفع الـ"لا" في وجه التعنت الفرنسي.
واشتدت حمأة الهجومات الإعلامية الفرنسية تجاه المغرب، بعدما خفتت فجأة وقد أطلقت من عقالها في قضية "بيغاسوس" التي جرى التسويق لها وكأن المملكة لها كل المنفعة في التجسس على الرئيس إيمانويل ماكرون وغيره من السياسيين، قبل أن ينبري المغرب إلى العدالة ويطالب باستبيان الحق من الباطل ليلجم الإعلام الفرنسي البئيس ألسنته وأبواقه لحين.
وبالعودة إلى "فيكتور هوغو".. أليس فعلا يصدق على الإعلاميين الفرنسيين ومعهم المتلونين والحربائيين من المهاجرين الذين يرتضون استقبال الهامشيين أمثال دنيا الفيلالي وزكرياء المومني ومصطفى أديب وصف "البؤساء".. نعم لكن البعض لا يؤمن حتى يرى بأم عينيه الانحطاط الذي بلغه هؤلاء فقط من أجل مقارعة المغرب.