بعد عقد أول لقاء رسمي بين ألمانيا والمغرب.. هل تتعلم إسبانيا من أخطاء برلين السابقة؟

وضعت ألمانيا إسبانيا في وضع حرج، بعدما أبدت حسن نواياها تجاه المغرب، وقد غيرت من مواقفها العدائية له، من خلال عقد أول لقاء رسمي بين الرباط وبرلين.
وأشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزيرة الشؤون الخارجية بجمهورية ألمانيا الاتحادية، أنالينا بيربوك، اليوم الأربعاء، بمحتوى الرسائل المتبادلة بين رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، فرانك-فالتر شتاينماير، والملك محمد السادس.
وذكر بلاغ مشترك، صدر عقب مباحثات أجراها كل من ناصر بوريطة وأنالينا بيربوك، للمرة الأولى، أن الجانبين اتفقا على إعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية بجودتها الخاصة في جميع المجالات، بروح من التناسق والاحترام المتبادل والسياسات الناجعة، كما أبرزا الاهتمام الكبير والمتبادل بالعلاقات الودية والوثيقة بين البلدين، مُتفقين على إطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ وكذا تعميق العلاقات الثنائية متعددة الأوجه.
وأثنى الوزيران أيضا، في هذه المباحثات التي جرت عبر تقنية الاتصال المرئي، على الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها العلاقات بين البلدين، مُشددين على المصلحة المشتركة للدفع قُدماً بهذه العلاقات، لاسيما في ضوء تحديات ومتطلبات الانتعاش لمرحلة ما بعد جائحة كورونا، واتفقا على ضرورة استئناف التعاون ليشمل جميع المجالات وبانخراط جميع الفاعلين.
وفي هذا الإطار، قال حسن بلوان المحلل السياسي، في حديثه للجريدة 24، أن اسبانيا احست أن مصلحتها مع المملكة، خاصة بعد الخطوة التي قامت بها ألمانيا اليوم الأربعاء، بعد عقد أول لقاء رسمي عن بعد بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزيرة الشؤون الخارجية بجمهورية ألمانيا الاتحادية، أنالينا بيربوك.
وأكد المحلل السياسي، أن الخطابات المجاملة الدبلوماسية المتبادلة من طرف الفاعلين السياسيين ومراكز صناعة القرار في اسبانيا بدون شكل رسمي، لا يمكن أن يكون لها ملموس دلالي، لكن لقاء ألمانيا والمغرب، وكذا تصريحات سابقة للملك فيليب السادس ممكن أن تتغير المعطيات، وتراجع أوراقها لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وشدد المتحدث ذاته، أن اسبانيا مطالبة لاتباث حسن نواياها، والتعلم من أخطاء برلين السابقة، من خلال القطع مع ازدواجية المواقف بتغذية جبهة البوليساريو، وتغيير من موقفها من الصحراء المغربية، وابتعاد عن دعم الجبهة الانفصالية، خاصة بعدما أبدت حسن تعاونها مع المملكة من خلال دعمها في المجال الطاقي.
وقالت صحيفة “كي دياريو” الإسبانية، أن خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسبانية، قد أكد مؤخرا، خلال زيارة لإقليم قادس للقاء أعضاء الحزب الاشتراكي، أن مستوى العلاقات بين الرباط ومدريد، تشهد تقدما، عكس السابق.
وأوضحت ذات الصحيفة، أن ألباريس قد أوضح على المملكة تتعاون مع مدريد في قضايا أساسية مثل ضبط الهجرة السرية على الحدود، وهذا يعتبر أمرا جيدا، معبرا عن تفاؤله في طي صفحة الماضي.