بعد حرب أوكرانيا وروسيا.. هل ستتأثر المملكة من تداعيات الأزمة؟

يستمر التوتر بين روسيا وأوكرانيا في التصاعد، خصوصا بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك عن كييف، وبدء عمليات الهجوم، وهو ما خلف حالة من الرعب في نفوس عدد من الدول خاصة المتواجدة بالشرق الأوسط وكذا منطقة شمال إفريقيا.

وفي هذا الصدد، قال حسن بلوان، المحلل السياسي، في حديثه للجريدة 24، أنه من الصعب جدا حاليا التكهن بالتطورات، التي يمكن أن تجرى بين روسيا وأوكرانيا، بعد بدء الهجوم من الجانبين ومن هي الدول التي ستدخل على خط هذا الهجوم.

وأضاف بلوان، إن العديد من الدول عبر العالم وضعت عدد من السيناريوهات، للتعامل مع الأزمة المتصاعدة في أوكرانيا بما فيها المغرب، مشيدا بقرار سفارة المملكة بكييف، بعدما طالبت مرارا بإجلاء مواطنيها من أوكرانيا، مخافة من تأزم الأوضاع، وتخصيص خط أخضر للتواصل.

وأكد المحلل السياسي، أنه رغم بعدها الجغرافي، لكن المصالح التي تربط الدول العربية بأطراف الصراع في الأزمة الأوكرانية، بأن تأثيرات الأزمة وتداعياتها في منطقتي شمال أفريقيا والشرق الأوسط يمكن أن تكون لها تأثير أكبر، خاصة في المجالات الحيوية.

وأبرز المتحدث ذاته، أن الضرر الأكبر ليس فقط على مستوى الجالية المغربية بينهم الطلبة المتواجدين في أوكرانيا، وإنما على مستوى استيراد القمح، بكون أنه في حالة استمرار تصاعد حدة الهجومات من شأن أن تفقد المملكة، أحد الموردين الأساسيين خاصة في فترة الجفاف التي تعرفها البلاد حاليا.

وفي نفس السياق، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، أنه تم التجاوب مع 795 مكالمة لمغاربة أوكرانيا، بعد الاجتياح الروسي.

وأكد بايتاس، في الندوة الصحافية الأسبوعية التي تعقب المجلس الحكومي، أن المملكة تتابع مستجدات النزاع الذي تعرفه أوكرانيا مع روسيا، بشكل مدقق، حيث توصل مركز النداء الذي تم إحداثه في منتصف فبراير الجاري، بـ 795 مكالمة وتم تواجب معها.

وأضاف الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن سفارة المملكة المغربية وضعت في وقت سابق توصية لجميع الطلبة من أجل مغادرة اوكرانيا، حيث استجابة عدد منهم لذلك وتم مغادرتهم عبر رحلات خاصة.

وأبرز ذات المتحدث، أن الدبلوماسيين المغاربة في أوكرانيا يمارسون عملهم ويتابعون الوضع عن كثب، حيث يتواجد 28 شخصا منهم، ويشتغلون بشكل دوري قصد إيجاد حلول للمغاربة المتواجدين بكييف.

وناشد المغاربة بأوكرانيا، بضرورة تدخل الملك، لإنهاء أزمتهم بعد الاجتياح الروسي، بكونهن يعيشون حالة من التوجس والخوف مما هو قادم، مشددين أن أسعار التذاكر عرفت ارتفاعا مهولا، وظروفهم لا تسمح لهم باقتنائها.