بين أن تكون حرا مثل "فيتالي كليتشكو" أو خائنا مثل "زكرياء المومني"

الكاتب : الجريدة24

01 مارس 2022 - 09:45
الخط :

سمير الحيفوفي

ولو أنه لا تجوز المقارنة ولا تستقيم.. إلا أن بين "فيتالي كليتشو" بطل الملاكمة الأوكراني الذي حقق بطولات على الحلبة وزكرياء المومني "البطل الورقي" الذي توهم وصدق أوهامه.. يتبدى الفرق الشاسع بين أن تكون وطنيا قحا وبين أن تكون خائنا خسيسا.

وليس "فيتالي كليتشكو" بطل الملاكمة، الذي نفض عنه خوضه في أمور السياسة بعدما اعتزل الملاكمة وارتدى بزة عسكرية للذود عن بلاده أوكرانيا، مثل زكرياء المومني ولو أن هذه المقارنة تجني على "كليتشكو" وهي تجره إلى الدرك الأسفل حيث يرتع "البطل الورقي" في وحل الخيانة.

"فيتالي كليتشكو" مثال حي عن الوطنيين، الذين يرمون بكل شيء وراء ظهورهم ليعاضدوا الوطن ويصطفوا للدفاع عنه بشتى الوسائل وأولها حمل السلاح ضد الأعداء مثل ما يحدث حاليا عندما اجتاحت روسيا بلاده فقرر النزول إلى أرض المعركة لا أن يخوض حربا افتراضية.

أما "زكرياء المومني" فليس غير خائن ارتدى لبوس "البطولة" في العالم الافتراضي وراح يخوض معارك وهمية، لكن ليس ضد أعداء وطنه بل ضد هذا الأخير ومن هناك في الخارج.. تارة من فرنسا وثم من كندا التي لجأ إليها بعدما ضاق عليه الخناق وكاد يسجن في الجمهورية بسبب نصبه واحتياله.

وأعطى "فيتالي كليتشكو" درسا بليغا للخونة وقد أظهر لهم كيف يكون الرجال؟ وكيف هي طينتهم؟ بعيدا عن المزايدات.. إذ لا شيء يعلو فوق الوطن.. ووحده الوطن من يستحق أن يبذل من أجله الأقحاح كل شيء.. وهذا أمر لم يرضعه زكرياء المومني من الثدي.

في أوكرانيا التأمت بلاغة الوطنية وطفت على السطح مشاعر جياشة جعلت الملاكم يخوض الحرب إلى جنب ملكة الجمال وهما معا إلى جنب لاعب كرة القدم .. وقد أصبحوا جنودا مجندين يحملون السلاح للدفاع عن حوزة الوطن.. وهكذا هم الأحرار متى اشتدت النوائب على وطنهم.

وتحت الأقصاف وهدير المقاتلات ولعلعة الرصاص اختفت كل الأصوات المعارضة في أوكرانيا وقد نذر الجميع حيواتهم من أجلها.. وهم يرمون بما يشجر بينهم والسلطة الحاكمة وراء ظهورهم، وفي كل هذا دروس وعبر لخونة الخارج وخونة الداخل.

وإذ قُدِّر للمغرب أن يواجه عدوا أزليا وضع نصب عينيه مواجهته في شتى الأصعدة.. فإن ما يثير الحنق أن هذا العدو يجد له من يساعده في زرع الشوك في طريق الوطن.. فمتى سمع ولو صوت للخونة متى حاول النظام الجزائري وصنيعته "بوليساريو" جر الوطن إلى الحرب؟ ولا مرة.

الأكيد أن خونة المغرب متفردون وملح البلاد أيضا، فهي لا تبقي في عبدة المال الذين يختارون أقصر الطرق للاغتناء على ظهر الوطن، ما يجعلهم يهبون لنصرته، بل تراهم الأسرع لتوجيه كل السهام نحوه.. أمثال زكرياء المومني والمعطي منجب والـ"كوبل الجنسي" وغيرهم كثير.

إن في المعارضة شرف والشرف متجذر في نفوس المعارضين الأحرار أمثال "فيتالي كليتشكو" الذي رمى كل شيء وراءه وقرر الدفاع عن وطنه، لكن الشرف يضيع متى كان المرء مثل زكرياء المومني خائنا مستعدا لضرب السكين في خاصرة بلاده متى برقت أمامه فرصة ولو تعلق الأمر بسقوط ملاك صغير في جب عميقة كما حدث مع "ريان أورام".. لهذا فالفرق كبير ولا مقارنة مع وجود الفارق.

آخر الأخبار