الرابطة المستقلة لأساتذة المغرب: المتعاقدون مخترقون من قبل جهات تخدم أجندة معادية للوطن

تابعت الرابطة المستقلة لأساتذة المغرب بقلق بالغ ما آلت إليه الأوضاع التعليمية بالمغرب ، من هدر للزمن المدرسي الذي يدفع ثمنه تلاميذ المدرسة العمومية ، و من خروج التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد عن نهج النضال الحقيقي ، ليصبح هذا التنظيم ببياناته السياسية ، خادما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لأجندات معادية للوطن .
و حيث أن البيان الأخير للتنسيقية هو بيان سياسي ، يشكل رجع صدى لبيانات بعض التنظيمات المندسة في العمل الحقوقي ، المدفوعة من طرف جهات أجنبية للي ذراع الدولة و عرقلة مسارها ، فإننا نتساءل عن مدى استقلالية هذا التنظيم و عن أهدافه الغير المعلنة و التي يعكسها البيان المذكور .
تعتبر الرابطة المستقلة لأساتذة المغرب ، أن قضية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد ، قضية عادلة ، لكن آليات الإبتزاز المستعملة بعيدة كل البعد عن آليات الترافع المتسمة بالنبل و التضحية و الشهامة ، فالنضال الحقيقي لم يكن أبدا ثمنه هو مستقبل التلاميذ ، عبر سلك إنتقام ممنهج ضدهم، تدفع ثمنه الأسر التي تنتمي في غالبيتها لطبقة هشة و متوسطة ، حيث يتم الإجهاز عليها، بغية الدفع بها للخروج إلى الشارع غاضبة منددة .
و هذا هو الهدف من تنظيمات تم خلقها و دعمها و تشجيعها من طرف قوى إستعمارية إقتصادية ، تسعى إلى تركيع الشعوب المستقلة و الأبية ، عن طريق إذكاء نار الفتنة و محاولة الضرب في السلم الإجتماعي بهدف خدمة أجنداتها الخاصة .
و لعل ما عاشته العديد من المجتمعات العربية و الإسلامية ، من تدخل سافر في شؤونها الداخلية ، بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان و حقوق الطبقات المسحوقة ، لدليل على أن هناك محاولات للإجهاز على سيادة المغرب و إستعباد مواطنيه عن طريق تنظيمات معرقلة و تخريبية ، تتغنى بالدفاع عن المدرسة العمومية في بياناتها ، بينما هي فقط مسخرة لتدمير المجتمع المغربي ، و الإستقواء على الدولة و على الشعب ، معتبرة الجيل الصاعد المتمدرس ، كبش محرقة .
وعبرت الرابطة عن تضامنها المبدئي مع كل الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد في قضيتهم العادلة ، و الذين يناضلون من أجل إدماجهم في أسلاك الوظيفة العمومية، بعيدا عن أي حسابات سياسية و خدمة لمصالح تيارات و دول معادية للمغرب.
ونددت بالأساليب اللاأخلاقية التي تنتهجها التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد ، و التي أصبحت بوقا لأحزاب يسارية راديكالية و حركات إسلامية ، هدفها الزج بالمجتمع المغربي في غياهب الفوضى و انعدام الإستقرار .
وطالبت الوزارة الوصية ، بإعادة فتح قنوات التعليم عن بعد ، و دعم التكوين الذاتي للتلاميذ عن طريق جمعيات آباء و أولياء التلاميذ و الجمعيات المحلية، لتدارك الزمن المدرسي المهدور ، مع تعبئة أطر تعليمية و تربوية في أفق الموسم الدراسي المقبل ، قادرة على تعويض أي غياب أو أي تقصير محتمل ، بهدف حماية مصلحة التلاميذ و الأسر .
واعتبرت التعليم رافعة الأوطان ، و رسالة نبيلة تتسم بالتضحية و الشهامة ، بعيدا عن الإسترزاق ، فكما يجب الدفاع عن حقوق الشغيلة التعليمية بمختلف مكوناتها ، وجب إستحضار المسؤولية و الوطنية و الإلتزام .