حينما اهتمت "خرقة" جزائرية بـ"كوبل جنسي" ونسيت أبناء جلدتها

سمير الحيفوفي

بدلا من الاهتمام بمصير بن حليمة محمد عزوز، الضابط العسكري المنشق عن النظام الجزائري والذي تسلمه مؤخرا من إسبانيا وبسليمان بوحفص الذي سبق وتسلمه نفس النظام المارق من تونس وغيرهم من معتقلي الداخل من حرائر وأحرار الجزائر، ارتمت صحيفة "La Patrie News" الجزائرية على الـ"كوبل الجنسي" دنيا وعدنان الفيلالي لتخوض في أمرهما لعلها ترضي أسيادها من العسكر، وهي التي ضربت صفحا عن الكلام فيما يشتد الخناق على بني جلدتها في جارة السوء.

ولم تجد "الخرقة" الإعلامية حرجا في غض الطرف عن معتقلي الجزائري لتتناول قضية "كوبل" مطلوب للعدالة لارتكابه جرائم الحق العام، كان هرب نحو الشرق قبل أن يطير مجددا نحو فرنسا حيث طالبا سلطاتها باللجوء السياسي وطلبهما لا يزال معلقا، وقد رأى هذا الدكان الإعلامي في دنيا وعدنان الفيلالي الهاربان ما لم يره أحد، وقدمهما على صفحاته البالية مثل بطلين استطاعا خرق الأرض وبلغا السماء.

وبالتطرق إلى الحكاية الحقيقة لهذا الـ"كوبل" فإنها لا تتخطى أنهما هربا ذات يوم بعدما أسقطا في حبائلهما الكثير من الضحايا الذين غرر بهم ولاحقتهما فضائح وتهم بالاحتيال والنصب على هؤلاء، ولما استشعرا دنو اعتقالهما، قررا الطيران من الصين نحو فرنسا وهناك كانت الانعطافة نحو "المعارضة الافتراضية" بعدما فطنا إلى أن ذلك قد يمثل أقصر الطرق لنيل طلب اللجوء في فرنسا من أجل الخلاص.

ثم ما ضير المغرب في قضية الـ"كوبل الجنسي"؟ لا شيء بالمرة. فهما هناك في فرنسا يتعفنان بعيدا عن الوطن، ويموتان كل يوم ألف مرة من التجاهل واللا مبالاة من هذا الوطن الكبير الذي لا يلتفت إلى خونته ولا يسعى للقبض عليهما من أجل تحقيق إجماع أو إعطاء عبرة كما يفعل العسكر في الجزائر، متى اشتدت عليه النوائب من الداخل والخارج ليضحي بها مثل أكباش الفداء بحثا عن شرعنة التضييق على الحريات.

وإذ لم تشذ "La Patrie News" عن البلادة التي يتشاطرها الإعلام الجزائري الرسمي، والذي يوظف كتبة يكتبون ما يلقنون دون وعي، فلها أن تهتم بشؤون الجزائر والجزائريين ممن اعتقلوا لكونهم فتحوا أفواههم في الشارع وخارج عيادات أطباء الأسنان، حتى أن النظام العسكري حقق رقما قياسيا في أرقام معتقلي الرأي، ممن يملؤون سجون الجزائر، وإن من بينهم من طالته رحمة الله تعالى على "يد أمريكية" بعدما جرى الإفراج عن نحو خمسين منهم فقط لترضية خاطر "آنتوني بلينكن" وزير خارجية بلاد "العم سام" وخوفا منه.

وإذ يشي تطرق "La Patrie News" إلى قضية الـ"كوبل الجنسي" بانبرام تعاقد شيطاني بين هذا البوق الإعلامي والـ"كوبل الجنسي" الذي ارتمى في أحضان أبواق العدو القاطن هناك في الشرق، طمعا في لفت الانتباه إليه بعد التجاهل المميت الذي لقيه من لدن السلطات المغربية، فإن هذا التجاهل يشتد يوما بعد يوم إلى أن ترمي الأيام بدنيا وعدنان الفيلالي إلى مزبلة التاريخ وبلا رجعة.. أما للخرقة الجزائرية فتنصح.. اهتمي بعورات الـ"كابرانات" فهي كثيرة ولا شيء يستطيع سترها.