"كابرانات" الجزائر منشغلون أكثر من المغاربة والإسبان بزيارة "بيدرو سانشيز"

الكاتب : الجريدة24

07 أبريل 2022 - 12:00
الخط :

سمير الحيفوفي

عقول رموز النظام العسكري الجزائري منشغلة أكثر من المغاربة والإسبان بزيارة "بيدرو سانشيز" رئيس حكومة الجارة الشمالية للملكة الشريفة، حيث يرتقب أن يلتقي الملك محمد السادس على مائدة الإفطار الرمضاني، مساء اليوم الخميس، من أجل توطيد تقاطع الرؤى المغربية الإسبانية حول العديد من القضايا التي تعكس المصالح المشتركة بين البلدين بما يقصي الـ"كابرانات" بالمرة وبلا رجعة من المعادلة الجيو استراتيجية بين البلدين ويعيدهم إلى حجمهم الحقيقي كمقامرين بمصير شعب يرزح تحت نيرهم تلبية للعقيدة الـ"بومدينية".

يقال إنه لا يصح إلا الصحيح، وهذا ما يتجسد على أرض الواقع فبعدما امتشق الـ"كابرانات" سيوف الغدر وهم ينوون غرزها في ظهر المغرب عبر إبرام "تحالف" سري مع إسبانيا كان للأضواء الكاشفة التي سلطتها الرباط على ما خفي من سرائر الطرفين، أن أوقفت الزمن ومعه عجلة الاقتصاد الإسباني الذي وجد نفسه يعاني أكثر من الجفاء مع المملكة، ومن عقد المصالح مع نظام عسكري يتحكم فيه العجائز بأهواء صبيانية.

وبعد نحو 11 شهرا من الخلاف مع المغرب منذ استقبال الانفصالي إبراهيم غالي للاستشفاء في مستشفى "لوغرونيو" بسرقسطة في 18 أبريل 2021، تحت مسمى "محمد بن بطوش" وتحت غطاء دبلوماسي جزائري، فطنت إسبانيا فعلا إلى أن مصلحتها في المصالحة مع المغرب.. البلد الذي يحترم المواثيق والمعاهدات لا مع نظام مارق يتقلب ذات اليمين وذات الشمال متى عنت له فكرة مناوشة المغرب.

وكان لمحاولة مناوشة المغرب عبر توقيف العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي في متم شهر أكتوبر المنصرم، الأثر الكبير على الإسبان، إذ اعتقدوا حينها أن مصيرهم وضع بين أيادي "كابرانات" مجانين وحمقى لا يمكن التنبؤ بأفعالهم، ولا أحد ينكر ان الأحمق يفعل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدو، كما أن الإسبان استأنسوا فعلا إلى أن مصادقة الحمقى من حكام الجزائر.. يجلب المضار أكثر من المنافع فولوا وجوههم قبل المغرب بدل الجارة الكائنة شرقه.

ولأن العبرة بخواتيم الأمور، فإن الأخيرة تشي بأن البقاء للأصح والأصلح، وليس المغرب استثناء يشذ عن ذلك، إذ ها هي إسبانيا تعود لجادة الصواب وتعقد العزم على طي صفحة الخلاف مع المملكة الشريفة إلى الأبد، بمنظار يستشرف المستقبل ويروم ترجمة المصالح المشتركة للبلدين على أرض الواقع وتحت أشعة الشمس بعيدا عن الكولسة وإبرام التحالفات السرية تحت الطاولة.

ولكل هذا فالـ"كابرانات" العجائز في النظام الجزائري تجدهم منشغلون أكثر من المغاربة أو الإسبان أنفسهم بزيارة "بيدرو سانشيز" ولقائه مع الملك محمد السادس، رغم أن الأمور اتضحت وأظهرت أن البلدين الجارين قررا المضي قدما نحو الأمام.. نحو المستقبل وكل هذا دون جزائر العسكر، إلى حين انعتاقها من قبضتهم وتحررها من سطوتهم.

آخر الأخبار