‎العرايشي ارحل" "هاشتاغ" بصناعة جزائرية وترديد ببغاوات مغربية

الكاتب : الجريدة24

11 أبريل 2022 - 10:20
الخط :

هشام رماح

‎"طاحت الصومعة.. علقوا الحجام".. خاب ظننا في مسلسل "فتح الأندلس" فلنطالب برحيل فيصل العرايشي.. ما أسهل ذلك.. هكذا وبكل الاستسهال المنبوذ استل البعض "هاشتاغ" "العرايشي ارحل" ليصفوا حسابات ضيقة مع رجل أشرف منذ سنوات على القطب الإعلامي العمومي، وقد اعتقدوا أن الانتقادات التي تطال مسلسل "فتح الأندلس" فرصة مواتية لخلع الرجل من مكانه.. لكن في ذلك إسفاف كبير بعقول المغاربة.. كيف ذلك؟.

‎لا شك أن المسلسل التاريخي "فتح الأندلس" ومثله كثير من المسلسلات في هذا الصنف تثير الكثير من اللغط، لأن التاريخ يكتب من زوايا مختلفة ولعل في الكثير من الأفلام التي تناولت الحروب الصليبية والناصر صلاح الدين أسالت الكثير من المداد في هذا الشأن حتى استطاع "ريدلي سكوت" مخرج "مملكة الجنة" (Kingdom of Heaven) تحقيق إجماع على جودة العمل واحترامه للمعطيات التاريخية المخونة في بطون الكتب.. لكن الأعمال السابقة كانت جيدة للبعض وسيئة لفريق آخر كل حسب هواه ونظرته.. وهذا ما وقع بالنسبة لمسلسل "فتح الأندلس".

‎نعم "فتح الأندلس" جاء بإنتاج خليجي وأموال خليجية، وبإخراج من محمد العنزي الكويتي، ولم يكن إنتاجا مغربيا خالصا، وهو أمر قد يعيبه المغاربة ككل لكن كيف إن بخلت علينا عقول ومخيلات وأنامل المثقفين والمؤلفين عندنا في المغرب بسيناريوهات تحتفي بالتاريخ التليد للمملكة السعيدة ومعهم المسلمين قاطبة وبتصور يحفظ للمغاربة الرؤى التي يتقاسمونها بينهم وقد لا يشاطرهم إياها آخرون ينظرون من زوايا مختلفة؟.

‎وإن كان مؤلفو المغرب وصناع الدراما والسينما والكوميديا فيه منصرفون نحو الـ"سيتكومات" الحامضة التي تسفه الحياة وتثقل على المغاربة وكأن الحريرة لا تكفي لتنغص عليهم وتكدر على بطونهم، فإن في دول أخرى ينصرف البعض لدراما تاريخية مثل "فتح الأندلس" يريدون منها تعميم الخير على الجميع من باب سرد لمحات من تاريخ المسلمين المشرق، وإن أصابوا فلهم أجران لكن إن أخطؤوا فلهم أجر الاجتهاد وكفى.

‎لماذا؟ لأن التاريخ لا يحظى في بقاع العالم ككل بإجماع الجميع ولطالما تداول الناس في المعمورة حيث نعيش أن التاريخ يكتبه الأقوياء.. وفي حال "فتح الأندلس" فقد كتب السيناريو من تفتق عن أذهانهم تكريم تاريخ الإسلام في إسبانيا وأغدقوا المال عليه لإنتاجه، وهو أمر قد تصاحبه هفوات وأخطاء تاريخية، لأن من أشرفوا عليه بعيدون عنا جغرافيا، لكن كل هذا لا يستدعي غرز كل الخناجر في جسد فيصل العرايشي، الذي بدوره اجتهد ببث هذا المسلسل فهل جزاء اجتهاده "هاشتاغ" "العرايشي ارحل".

‎في كل هذا دفاع عن العرايشي الذي لم يشرف لا عن قرب أو بعد على إنتاج المسلسل واكتفى بالحصول عليه لبثه للمغاربة، وذلك لأنه لا يستقيم كيف أن المغاربة أصبحوا "خفاف" جدا.. وقد رددوا مثل ببغاوات كثيرا هذا الـ"هاشتاغ" الذي تمت صناعته أولا في الجزائر. نعم في جارة السوق حيث صنع هذا الوسم لأنه هناك من ترنح مرضا وضرا بسبب بث القناة الأولى لمسلسل "فتح الأندلس" الذي يحتفي بالقائد المغربي طارق بن زياد فاتح بلاد الإسبان وقاهرها، وهو الشخصية التي حاول مرضى النظام العسكري الجزائري السطو عليها ونسبها لهم مثلما نسبوا إليهم الفراعنة وحائط البراق وغير ذلك.. فمن العيب أن نردد ما لقنه إلينا الأعداء ضمنيا وقد تراجعوا للخلف ينتظرون أمرا يتمنونه مفعولا.. فاستفيقوا.

آخر الأخبار