أسر سوسية: آل قيوح...أبناء البط الذين صارعوا أمواج الاقتصاد والسياسة

أسر سوسية: آل قيوح...أبناء البط الذين صارعوا أمواج الاقتصاد والسياسة

الكاتب : الجريدة24

27 يناير 2024 - 06:00
الخط :

أسر سوسية: آل قيوح...أبناء البط الذين صارعوا أمواج الاقتصاد والسياسة

أمينة المستاري

أسر سوسية: آل قيوح...أبناء البط الذين صارعوا أمواج الاقتصاد والسياسة

سطع نجم أسر سوسية وعائلات كبرى بجهة سوس ماسة، سواء في الاقتصاد والسياسة، أو في المجال دينية، أو العلمي، ومن هذه العائلات من جمع بين العلم والتجارة والسياسة، أو بين السياسة والتجارة والدين.

"بابا علي" أو "بابا الحاج"...هو اللقب الذي يفضل أهل سوس أن ينادوا به الحاج علي قيوح، قيدوم السياسيين بسوس ماسة ودرعة، ورب أسرة آل قيوح.

لأزيد من خمسة عقود، بنى نفسه بنفسه، وسما باسم أسرته عاليا، حتى أصبح من أبرز الأسماء السياسية، والاقتصادية في المنطقة...نشأ بين الضيعات الفلاحية، ورغم بلوغه العقد الثامن إلا أنه لم يستكن للشيخوخة، فما يزال يحضر المناسبات السياسية والاقتصادية، بعصاه التي يتكئ عليها تتأبط ذراعه ابنته زينب، في غالب الأحيان، وتراقبه في كلماته وتدخلاته بنظرة حنونة تعكس حبها له ليس كأب فقط ولكن كسياسي محنك، واقتصادي...

يصفه غالبية معارفه ب"عميد الفلاحين، و"قيدوم السياسيين"، فيما ينعته الفلاحون وأهل بلدته ومقربين له بـ" الأب الحنون" يقضي حاجة ومبتغى كل من قصد بيته، مكتبه....

تمكن قيوح " العصامي" منذ عقود من اكتساح المجال السياسي كمنتخب وكبرلماني، وكرئيس غرفة فلاحية لأزيد من 3 عقود، بفضل شخصيته القوية وبساطته في التعامل مع الجميع، حتى اعتبر موسوعة فلاحية من طرف معارفة وفلاحي منطقته، ولا تغيب عنه وهو في العقد الثامن السمة الغالبة عليه " المرح" و"روح النكتة"، فهو لا يفوت فرصة إلا وينطق ببعض المستملحات، ولو في الاجتماعات، له ثقافة شعبية ودراية واسعة بالأمثال الشعبية..

تنقل بين الأحزاب وكانت بدايته مع حزب التجمع الوطني للأحرار في الانتخابات النيابية لسنة 1977 في إطار الثلث المباشر، فكانت بدايته في التنظيمات السياسية.

كانت عائلة آل قيوح، الورقة الرابحة في حفظ التوازنات السياسة بسوس، وانخرط الحاج علي في الحزب الوطني الديمقراطي، لكن سوء تفاهم مع الأمين العام آنذاك دفعه إلى تقديم استقالته من الحزب.

تشعب نفوذ أسرة آل قيوح منذ عقود سواء في الوسط الفلاحي أو السياسي، ووصل نفوذها إلى واد درعة جنوبا...ثم تبوأت مجموعة الحاج علي قيوح لفترة جهة سوس ماسة من حيث عدد المستشارين داخل الحزب...

ولكون النفوذ السياسي لا يكتمل إلا بالنفوذ المالي، فآل قيوح يملكون العديد من الأراضي الفلاحية بالجهة وبمناطق أخرى ومشاريع سياحية..

عبد الصمد بن علي الهواري

الابن البار لأبيه...عبد الصمد قيوح، تشبع بتقاليد منطقة هوارة المحافظة تربى وسط أسرة سياسية بالفطرة. فقد سار الابن عبد الصمد على درب والده علي، عبد الصمد بن علي الهواري ورث الفلاحة والتجارة والسياسة  عن أبيه الحاج علي كما ورث عبد المومن بن علي الكومي الملك عن ابيه، ولج المدرسة العليا للتدبير تخصص التجارة الدولية، وقضى فترة تكوين معمق بجنوب أفريقيا حول طرق التدبير الفلاحي. لتصبح لديه خبرة ودراية بالنشاط الفلاحي و التجاري، مكنته من شغل   منصب مدير عام لشركة فلاحية خاصة تعمل في مجال إنتاج الحوامض وعنب المائدة، تصدر منتوجاتها إلى دول الخارج. السياسة لم تغب عن اهتمامه، اتجه  إلى العمل السياسي و الجمعوي لينتخب  نائبا برلمانيا عن دائرة تارودانت، ثم أمينا لمجلس النواب، ورئيسا للمجلس الإقليمي لتارودانت، وتم انتخابه برلمانيا لأربع ولايات، كما تقلد منصب  وزير للصناعة التقليدية سنة 2012، قبل أن يستقيل في 9 يوليو 2013 استجابة لقرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال، الذي أصبح منسقا جهويا له.

 زينب قيوح على درب زينب النفزاوية

كل فتاة بأبيها معجبة...ينطبق المثل على زينب التي لم يتوقف حبها لوالدها كأب فقط، بل تعداه إلى اعتباره مثلها الأعلى.

تمكنت من أن تعطي صورة جديدة على ابنة البادية، المرأة الدينامية، السياسية، الجمعوية التي تصارع في وسطها السياسي بهوارة، كما بالبرلمان، تجاهر بفخر بكونها فلاحة بنت فلاح، تعلمت كيف تصارع وتحاجج للدفاع عن موقفها بالمجالس، تبدو باسمة هادئة لبقة عند اللقاء بها، وسرعان ما تظهر الوجه السياسي كمحاربة مقارعة مشاكسة شرسة، عند دفاعها على قضية ما، أو استماتتها لإقناع الفرقاء بموقفها . يبدو وكأنها معجبة بخصال زينب النفزاوية المرأة التي بنت عرش أغمات، ومراكش والتي قال فيها العلامة ابن خلدون: «كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرئاسة» فقد ملكت زينب الهوارية بعض صفات زينب النفزاوية، ولاعجب أن النفزاوية هي بنت إسحاق الهواري البلدة الأمازيغية،  وزينب قيوح ابنة علي الهواري، المنطقة الأمازيغية.

خاضت زينب قيوح المعارك السياسية وتبوأت موقعا هاما في حزب عتيد فضمنت مقعدا برلمانيا، كما تمكنت من أن تصبح نائبة أولى لرئيس جهة سوس ماسة الحالي...مع ذلك لم تتحلل من مهامها داخل المقاولة العائلية، فجعلت موضوع المرأة القروية في صلب اهتمامها من خلال مواكبة اهتمامات وآمال وانتظارات جمعيات التضامن النسائي...لتعطي نموذجا للمرأة المغربية العاملة، السياسية، المقاولة....وقبل كل ذلك الأم، فهي تضع على رأس اهتماماتها اليومية أسرتها، وطبعا والدها الذي كان له دور أساسي في بناء شخصيتها، داخل أسرة مناضلة، حازت شعبية واسعة في منطقتها ، كما في الجهة ككل.

الحاج علي قيوح، وبعد ست ولايات برلمانية متتالية، قدم استقالته من العضوية بمجلس النواب، ممثلا لدائرة تارودانت، لتعوضه في مقعده ابنته زينب قيوح هكذا ترادع الاب بسبب الكبر في السن والمرض ليسلم المشعل إلى الابناء الذي ساروا على نفس المنوال.

آخر الأخبار