لهذا رفضت أمريكا التدخل بين إسبانيا والجزائر في قضية الغاز الطبيعي

سمير الحيفوفي
أبدت الولايات المتحدة الأمريكية استعدادها لتغطية حاجيات إسبانيا من الغاز الطبيعي، وقد تحفظت موازاة مع ذلك عن التدخل لدى النظام العسكري الجزائري نزولا عن رغبة الحكومة الإسبانية لإعادة فتح أنبوب الغاز المغاربي الأوربي الذي يمر جزء مهم منه عبر المغرب، كما أوردت تقارير إعلامية من الجارة الشمالية.
وتحفظت إدارة "جو بايدن"، ساكن البيت الأبيض، عن التدخل لدى الجزائر كما طلب إسبانيا قبل زيارة "آنتوني بلينيكن" وزير الخارجية الأمريكي للجزائر متم شهر مارس المنصرم، وهو ما يفسر برغبة بلاد العم سام في عدم الزج بنفسها في محادثات مع بلد تعرف أنه يأتمر بأوامر روسيا.
وفيما تسعى أوربا قاطبة للتخلص من التبعية للغاز الروسي مباشرة بعد الحرب التي تشنها القوات الروسية على أوكرانيا فإن الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت نيتها تغطيته حاجيات الجارة الشمالية للمغرب من الغاز الطبيعي، كما أنها وعدتها بتمكينها من كميات تجعلها قادرة على تصدير جزء كبير نحو المغرب.
ودخل الغاز الطبيعي المسال الأمريكي على الخط في إسبانيا وقد أصبح يمثل نسبة 43,3 في المائة من حجم الواردات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2022، وذلك بنسبة ارتفاع قاربت 460 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وانتقلت واردات إسبانيا من الغاز الطبيعي الأمريكي من 7472 GWh، في 2021 إلى 41839 GWh في 2022، وهو ما يترجم ارتفاع بستة أضعاف، بينما انخفضت مشتريات الجارة الشمالية من الغاز الجزائري بنسبة 32,9 بالمائة.
ورويدا رويدا بدأت إسبانيا تخلع عنها رداء التبعية للغاز الطبيعي الجزائري، إذ بينما كانت الجارة الشرقية تعد أول مزود لإسبانيا بهذه المادة الطاقية، فإن الواردات انخفضت بنسبة 32,9 بالمائة، بحيث لم يتجاوز الاعتماد على الغاز الجزائري نسبة 26,1 بالمائة.
في المقابل، أفاد موقع " Confidencial Digital" أن الأمريكان حرصوا على عدم التدخل لدى النظام العسكري الجزائري لفائدة الإسبان، تجنبا لأي ما من شأنه يجعلهم مدينين له نظير استجابته للتدخل فضلا عن كون الأمريكان يعون جيدا أن الجزائريين قد ينقلبون على أي اتفاق متى أمرتهم روسيا بذلك.
وإذ تفطن الولايات المتحدة الأمريكية جيدا إلى أن النظام القائم في الجزائري لا يملك قراراته بيده وأنه يظل مرهونا بالإشارات القادمة من موسكو، اقترحوا على إسبانيا الاعتماد على غازهم المسال وعلى الغاز القطري لضمان الأمن الطاقي للجارة الشمالية بعيدا عن أي محاولة جزائرية قد تنحو لرد الصاع للـ"مانكلوا" نظير موقفه التاريخي الداعم لمغربية الصحراء.