ما أكثر تجار القضية الفلسطينية لكنهم في النائبات قليل.. النظام الجزائري نموذجا ؟

الكاتب : الجريدة24

18 أبريل 2022 - 11:30
الخط :

هشام رماح

ما أكثر تجار القضية الفلسطينية.. لكنهم في النائبات قليل.. إنه أمر يصدق على النظام العسكري الجزائري الذي بذل كل الجهود لإبعاد المملكة الشريفة عن الأضواء ووضع الأيادي والأرجل حتى يعرقل اعتماد بيان صادر عن المجموعة العربية في نيويورك، يتعلق بالاعتداء الإسرائيلي الأخير على الأماكن المقدسة بالقدس. لماذا؟ لأن هذا البيان يشير إلى لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وإلى عمل رئيسها الملك محمد السادس.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى فقد ابتلي العرب والمسلمون بما يحدث في القدس ومعه "إخوة" خونة يخونون القضية الفسلطينية والفلسطينيين بعدما يدخلون في حسابات ضيقة لتصفية خلافات بينية، يترفع عنها العقلاء متا ألم النوائب بالأمة العربية ككل، لكن كيف الحال إن تعلق الأمر بنظام عسكري مارق لا يبقي أخلاقا ولا يذر مروءة.

حكاية ما وقع هناك في "نيويورك"، أول أمس السبت، تدمي القلوب، لكنها في نفس الآن تكشف الوجه البشع لنظام يتخذ من الخسة والنذالة معتقدا لها. وبداية الحكاية كانت حينما التأمت المجموعة العربية، وقام خلال الاجتماع الوفد الفلسطيني بتوزيع مشروع بيان يدين الاعتداء الإسرائيلي بالمدينة المقدسة ويعترف بالدور الهام للجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، في الدفاع عن المدينة المقدسة والحفاظ على هويتها.

الوفد المغربي من جهته أيد بقوة هذا المشروع ولم يقترح أي تغيير أو تعديل عليه، وهو أمر سارت عليه جميع الدول الأعضاء في المجموعة العربية، بعدما أعلنت تأييدها لنص البيان كما تقدم به الوفد الفسلطيني، فماذا حدث؟ وحده الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، من استبدت به "النعرة" وراح يكابد من أجل عرقلة صدور هذا البيان لأن في البيان تثمين لدور ملك المغرب محمد السادس ولجنة القدس التي يرأسها.

إنه المرض بعينه والحقد بأقذع تجلياته، من خدام العسكر الماسكين برقاب الجزائريين، والذين وبدون إدراك منهم أسقطوا عن أنفسهم ورقة التوت وأماطوا اللثام عن حقارتهم ودناءتهم وقد أفرغ ممثل النظام المارق جام غضبه على البيان لأن إشارة إلى لجنة القدس ودور رئيسها الملك محمد السادس وردت فيه!!!

وفضح النظام العسكري الجزائري ازدواجية مواقفه، وسعيه الدائم لتسييس القضية الفلسطينية بما يجعلها "أصلا تجاريا" لها في خلافاته مع المملكة الشريفة التي تتحرى الوضوح في مواقفها وتتخذ قراراته السياسية جون خلفيات خاصة متى تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية العزيزة على قلوب المغاربة وليس مثلما هو الشأن عند من في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.

والحق يقال، إنه لا يمكن رجاء أكثر مما قام به النظام الجزائري بكل حقارته، إذ أن تجاسره على قضية العرب والمسلمين نكاية في المغرب، لهو المنتظر من عساكر ليس لها من هم غير تصفية حسابات قديمة مع مغرب أذاقهم الذل وشربوا على يديه كأس الهوان حينما عنت إلى رؤوسهم ذات يوم فكرة اللعب معه.

وعودة إلى حكاية "نيويورك" فإن المآل كان كالتالي: فبعدما عمت موجة سخط السفراء العرب بسبب الحربائية الجزائرية، فشلت المجموعة العربية في تبني البيان الذي اقترحته فلسطين لإدانة الاعتداء الإسرائيلي على القدس، لكن وفي المقابل اعتمدت مجموعة سفراء منظمة التعاون الإسلامي في نيويورك، بيانا مماثلا قدمه الوفد الفلسطيني للتنديد بالاعتداء الإسرائيلي على القدس.

هذا البيان يشيد بدور لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد للجزائر التي تضحي نكرة كلما جد وقت الجد، وانقضى زمن الهزل والشعارات الجوفاء، لأنه وبكل بساطة ليس للجزائر دور يذكر في القضية الأولى للعرب والمسلمين، لكن الأسف وكل الأسف يستبد بالعقلاء متى عاينوا كيف أن النظام المارق لا يقيم وزنا لأي شيء بقدر ما يهمه النيل من المغرب.. وتلك أمانيه التي لن تتحقق البتة.

آخر الأخبار