العثماني يفشل في التحول لـ"يوتيوبر" !

الكاتب : الجريدة24

19 أبريل 2022 - 11:00
الخط :

هشام رماح

"صحتك النفسية مع الدكتور سعد الدين العثماني".. هذا هو العنوان الذي اختاره رئيس الحكومة السابق لقناته على "يوتيوب" بعدما انقطع وصاله بالمغاربة وقرر أن يصبح "يويتيوبر" ليطل عليهم من جديد بعدما تخلصوا منه ومن صداعه الذي دام خمسة أعوام وقبلها خمس أخرى سبقه إليها وإلى الـ"يوتيوب" "أخوه" في حزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران.

وكأن المغاربة لم ينهكهم سعد الدين العثماني ولم تكفهم منه مقولته "التاريخية" "حل الروبيني ينزل الما.. ورَّك على الساروت يشعل الضو"، عاد رئيس الحكومة السابق ليُِملٍّي ناظري رواد "يوتيوب" بوجهه ذو الضحكة الطفولية ويشنف مسامعهم بكلامه المجزوء، وقد ارتضى أن ينشأ لنفسه قناة في المنصة الحمراء يتناول من خلالها الصحة النفسية وسبل الحفاظ عليها.

وحسنا فعل سعد الدين العثماني، أنه قرر الإطلالة على المغاربة عبر "يوتيوب" فهو من جهة يلهي نفسه بعد الكساد والبوار الذي ألمَّ بعيادته من بعد ولايته الحكومية.. إذ لا أحد مستعد لأن يرمي بنفسه في يد دكتور تسبب في ارتفاع منسوب الضغط لدى المغاربة قاطبة، وأثبت أنه أبعد الناس على إمكانية جلب الشفاء على يديه خاصة فيما يتعلق بلواعج وخوالج النفس.

كما أن سعد الدين العثماني، لربما أحس بالذنب مما اقترفته يداه وهو يعذب المغاربة لخمس سنوات كاملة غير منقوصة بسياسات اتباع بليدة تنأى عن كل إبداع، وهو يعامل المغاربة معاملة الشيخ للمريدين، ولا يلقي بالا لغير إرضاء بني جلدته ممن التحفوا رداء الدين وأطلقوا اللحى قبل ولوج الحكومة وحينها شذبوها وساحوا في الديار ينشدون بدورهم عطر "شانيل" وبدلات "فرانسيكو سمالطو" وغير ذلك من شهوات الدنيا التي كانوا يحرمونها على غيرهم قبل الاستوزار...

ثم إن لسعد الدين العثماني.. عفوا الدكتور النفساني.. "جبهة" كبيرة وصلبة في نفس الآن.. فهو لم يخجل من نفسه وهو يعاين كيف أن قناته على منصة "يوتيوب" بالكاد حظيت بـ163 مشترك ومشاهدات فيديوهاته لم تتجاوز المائة والخمسون إلا بقليل، ورغم ذلك يصر على أن يصبح نجما افتراضيا أو "يوتيوبر" وقد انقطع عنه ديدن الحديث لوحده والآخرون يسمعون.

هكذا هي أحوال الدنيا تارة لك وتارة لغيرك، ولو دامت لغيرك لما وصلت إليك.. لكن على قلوب أقفالها، كما على قلب سعد الدين العثماني الذي حينما تسيد المشهد الحكومي لخمس سنوات عجاف لم يرحم المغاربة في شيء واستسهل تدبير شؤونهم بعدما ترك الحبل على الغارب.. فحينها التفت إلى الكلام ونسي العمل إلى أن كنسه الناخبون ومن معه بعيدا عن الحكومة.. ليجد ملجأه في منصة "يوتيوب".. لكن الأرقام لا تكذب وانعدام التفاعل مع فيديوهاته أفضل "ترمومتر" يكشف للرجل الذي وجد نفسه بلا عمل في عيادة يسودها صفير الريح.. حجمه الحقيقي دون كذب أو مغالاة.

آخر الأخبار