صحيفة إسبانية: الجزائر لا تفهم فصل السياسة عن الاقتصاد ولن تستطيع لعب ورقة الغاز ضد الإسبان

الكاتب : الجريدة24

25 أبريل 2022 - 02:07
الخط :

سمير الحيفوفي

خلافا لما يحاول الترويج له.. لا يملك النظام الجزائري من حيلة أمام إسبانيا.. وتصريح عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري بأن بلاده ستحافظ على تعهداتها مع الجارة الشمالية للمملكة، ليس غير محاولة للهروب إلى الأمام من حقيقة مُرَّة.. وهي أن الجزائر مضطرة لعقد علاقاتها مع إسبانيا من أجل بيعها الغاز الذي يقتات عليه العسكر ويرمون فتات مداخيله على الشعب لاستعباده طويلا.

هذه الحقيقة خلصت إليها صحيفة "NIUS Diario" الإسبانية التي نبشت في التصريحات المتواترة من مسؤولين جزائريين آخرها التي ندَّت عن الرئيس عبد المجيد تبون، الذي لم يجد بُدّا غير استعراض الكلام على أبواق النظام ليوهم المغرر بهم أنه يملك قراره وأن الإبقاء عل مد إسبانيا بالغاز هو نابع من قرار إرادي والحال أنه مكره أخاك لا بطل. لماذا؟.

الصحيفة الإسبانية أفادت بأن القطيعة الإسبانية الجزائرية لم تصل إلى أبعد الحدود رغم أن الجارة الشمالية غيرت موقفها إزاء القضية الأولى للمغاربة، وتبنت المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وذلك لأن الجزائر لا تستطيع التوغل كثيرا في خلافها مع إسبانيا بسبب ضيق مساحة المناورة المتاحة أمامها.

ضيق مساحة المناورة، يتعلق بكون الجزائر أو بالأحرى "الأوليغارشية" التي تحكمها تحتاج لعائدات الغاز التي تتحصل عليها عبر إسالة الغاز عبر أنبوب "آلميريا"، وبالتالي فإن في اتخاذ قرار لقطع الغاز عن إسبانيا لرد الصاع إليها بسبب مساندتها المقترح المغربي هو مجازفة غير محسوبة، فلا يستطيع الـ"كابرانات" اقتراف نفس خطأ وقف العمل بالأنبوب المغاربي الأوربي الذي يمر جزء منه من المغرب.

وفعلا يبدو النظام الجزائري وبعدما ذاق ويلات قرار وقف العمل بالأنبوب المغاربي في متم شهر أكتوبر 2021، غير مستعد البتة لتكرار مثل هذا الخطأ الكبير، رغبة في استمالة الدول الأوربية وجعلها تعترف بالجزائر كشريك موثوق لا تحكمه الأهواء، وهو أمر حرص النظام الجزائري عليه حتى خلال العشرية السوداء، فحينذاك ورغم دماء الجزائريين التي سالت على أيادي الـ"كابرانات" لم يتوقف الغاز عن السيلان نحو إسبانيا.

ووفق الصحيفة الإلكترونية، فإن الجزائر لن تستطيع التوقف عن بيع الغاز لإسبانيا وهي المحتاج أكثر من أي وقت مضى لتقديمها كشريك موثوق، وبالتالي لن تستطيع صد إسبانيا ومنعها من الاستفادة من الغاز، من جهة ثم لحجب الرؤية عن القمع الممارس من قبل الـ"كاربانات" على الجزائريين، وبالتالي شراء صمت أوربا مقابل أفاعيل العجزة في حرائر وأحرار الجارة الشرقية.

نفس المصدر أفاد بأن رد الفعل الجزائري إزاء الموقف التاريخي الذي أعلنته إسبانيا تجاه القضية الأولى للمغاربة، ليس غير مواقف لأن النظام العسكري يفتقر إلى أوراق يستطيع بها الضغط، وبالتالي فإن من شأن أي مغامرة بالغاز الذي يباع لإسبانيا أن يكبد النظام الجزائري الذي أثبت أنه لا يفهم كيفية الفصل بين السياسة والاقتصاد، خسائر كثيرة.

آخر الأخبار