سعيدة العلمي.. أو عندما يسوق تجار النضال الـ"بهائم" نحو المسلخ

الكاتب : الجريدة24

29 أبريل 2022 - 07:00
الخط :

سمير الحيفوفي

فيما قضت ابتدائية الدار البيضاء، عشية اليوم الحمعة، بحبس سعيدة العلمي، سنتين نافذتين بسبب جنوحها للسب والقذف وإهانة موظفين عموميين عبر تدوينات على "فايسبوك"، فإن المتهمة بدت مثل "البهيمة" التي سيقت وانقادت من عقالها الذي يمسك به سماسرة النضال نحو المسلخ.

نزل الحكم حرا وحربا على سعيدة العلمي، إلا أن القائمين على منظمة "آمنستي" وخدامها الذين تسخرهم أو من يتمسحون بأعتابها في داخل البلاد لتأليب العباد، يفركون أياديهم حاليا فرحين حبورين بمآل ضحيتهم الجديدة والكبش الذي افتدوا به عنجهيتهم ورغبتهم في التنغيص على المغرب، وهم بذلك يتحينون مثل هكذا فرص ليحاول التنفيس على أحقادهم تجاه بلد طوع جهلهم تطويعا.

وقضت ابتدائية الدار البيضاء بحبس سعيدة العلمي، البالغة من العمر 48 سنة، لمدة سنتين نافذتين مع غرامة مالية قدرها خمسة آلاف درهما، وهو حكم رتبته عليها هيئة الحكم بعدما استأنست لثبوت صك اتهامات متعددة من قبيل بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة لأشخاص قصد التشهير بهم فضلا عن إهانة موظفين عموميين بمناسبة قيامهم بمهامهم.

الحكم له ما يبرره، لكن تجار "النضال" سيهبون كعادتهم لتدبيج البلاغات وتحرير التقارير التي قد تحاول تحوير الموضوع نحو حرية التعبير، رغم أن السب والقذف أبعد ما يكون على أن تسبغ عليه هذه اليافطة البراقة التي يرفعها خصوم المغرب كلما لاحت لهم فرصة للاقتصاص منه وهو الذي يحاصرهم ولا ينفك على المضي قدما لكشف بهتانهم وفضح ادعاءاتهم الممنهجة ضده.

وعلى شاكلة ربيع الأبلق جمع حساب سعيدة العلمي، بعدما تحول ظنها لاعتقاد أنه باستطاعتها قول ما تشاء في فضاء افتراضي في حق أشخاص لهم حرمتهم، لكن واقع الحال في دولة الحق والقانون يشي بغير ذلك، وقد أدركت الآن بعدما أُلقي الحكم على مسامعها أنه لا يمكن إطلاق الكلام على عواهنه بلا لجام للعقل ولا رقابة ذاتية، لأن الرصاص الطائش يرتد على صاحبه وهو المصير الذي لقيته.

وإذ لسعيدة العلمي وربيع الأبلق أن يجترا وحدهما دون غيرهما جريرة ما اقترفاه، فإن كل اللوم ينحاز أيضا إلى تجار وسماسرة النضال الذي زَفُّوهما وغيرهما إلى ظلمة السجن وحين أغلقت أو ستغلق رتاجات الزنازين سينط من "باعوهم" العجل ليرقصوا على نحيب أقربائهم.. وليس من في السجن كمن هو خارجه.

آخر الأخبار