أمينة المستاري
"الحياة قصيرة، والوقت سريع، لا إعادة، ولا رجوع...استمتع بكل لحظة تأتي"....كانت تلك آخر كلمات كتبها مامون فقير، ضابط شرطة يعمل بولاية أمن مراكش، على صفحته في الفيسبوك قبل حوالي أربعة أيام، قبل أن يقتل أثناء تدخله لفك نزاع بين شخصين بحي تراست بإنزكان.
الضابط البالغ 26سنة، حديث التخرج من مدرسة الشرطة، يعمل بمراكش قدم إلى مسقط رأسه في عطلة عيد الفطر، فرحا بلقاء والديه وأشقائه وأصدقائه، وقضى يوم العيد بينهم، وكان يعتزم العودة إلى عمله اليوم الخميس.
عشية أمس الأربعاء، نشب شجار بالحي حيث يقطن (تراست) بين شخصين من أبناء الجيران، وتحول الشجار إلى مواجهات بالأسلحة البيضاء من الحجم الكبير، فما كان من الضابط الشاب سوى التدخل لمحاولة فض النزاع، لكن أحد المتشاجرين، وهو من ذوي السوابق القضائية يبلغ 18 سنة، وجه إليه ضربة بالسلاح الأبيض أصابته على مستوى العنق، وقام أحد أصدقائه بنقله إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان قبل أن يتم تحويله على متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني لكن الضابط توفي متأثرا بإصابته.
لم يكن الضابط مامون يدري أن محاولته إيقاف شجار، ستكون خاتمة لحياته، وهو الذي بدأ حياته العملية قبل أشهر فقط في سلك الشرطة بشغف بعد مدة من التدريب انتهت بتعيينه بولاية أمن مراكش
وتمكنت عناصر فرقة الشرطة القضائية بمدينة إنزكان، أمس الأربعاء 4 ماي الجاري، من توقيف المشتبه فيه المتورط في تعريض موظف شرطة، برتبة ضابط أمن، للضرب والجرح المفضي الموت باستعمال السلاح الأبيض.
وكان موظف الشرطة الضحية الذي يعمل بولاية أمن مراكش يقضي فترة عطلته بمدينة إنزكان، عندما تدخل لفض شجار بين شخصين باستعمال السلاح الأبيض بسبب سوء الجوار بالمدينة العتيقة، غير أن أحد المتخاصمين أصابه بواسطة سكين على مستوى العنق، مما تسبب في وفاته بالمستشفى متأثرا بجروحه البليغة.
وقد تم وضع المشتبه فيه المتورط في إزهاق روح موظف الشرطة تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، بينما لازالت الأبحاث والتحريات متواصلة لتوقيف المشتبه فيه الثاني المتورط في تبادل العنف مع مرتكب هذه الأفعال الإجرامية.
