عندما تستمني وكالة الأنباء الجزائرية هلعا من اتساع الفارق مع المغرب

الكاتب : الجريدة24

31 مايو 2022 - 01:30
الخط :

عندما تستمني وكالة الأنباء الجزائرية هلعا من اتساع الفارق مع المغرب

هشام رماح

"يجب أن يعي المغاربة أن العد العكسي لانهيار المملكة قد بدأ"..، هكذا استمنت وكالة الأنباء الجزائرية، عنوانا تريد من خلاله التغطية عن الآلام التي تستبد بالنظام القائم في الجارة الشرقية وهم يعاينون المغرب وقد أفرد جناحيه وطار بعيدا يبتغي الخوض في البحث العلمي والتكنولوجيا عبر مذكرة تفاهم وقعتها وزارة التعليم العالي مع نظيرتها الإسرائيلية.

وأصاب السعار حكام الجزائر التي طالما أمدت لها المملكة الشريفة يدها لرتق الهوة بينهما طويلا فاختارت التعنت، والسبب أن المغرب وبعدما استنفذ كل آماله ناحية جارته الشرقية، قرر المضي قدما في المسار الذي اختاره بكل استقلالية وعمد إلى تنويع شركاته وشركائه حتى لا يظل حبيس "أوهام الأخوة" التي لن تنفعه في شيء.

فماذا يضر الجزائر التي ترفض كل تقارب مع المغرب أن يعقد شراكات علمية وتكنولوجية مع إسرائيل التي أحيا علاقاته معها؟ إن الأضرار جمة لا محالة، ومن بينها أن المغرب سيحقق تقدما معتبرا في البحث العلمي والتكنولوجيا بتلاقح تجاربه مع إسرائيل ذات الباع الكبير والطويل في هذا الشأن، كما سيزيد من الفارق الشاسع الذي بينه والجزائر، التي ترى قوتها في ضعف جارتها الغربية.

لقد قرر المغرب إحياء علاقاته مع إسرائيل، وذاك قرار سيادي اتخذ بكل استقلالية ووعي بمكامن مصلحته، وليس للنظام الجزائري وأبواقه غير ترديد ونشر عناوين تُسْتَمنى تحت وطأة الهلع من المآل الذي أدى إليه تعنت الـ"كابرانات"، واختيارهم طريق معاداة المملكة بدل الاستجابة لمبادراتها المتكررة في مد جسور التعاون والشراكة بين الجارين.

وإذا بدا، بالعودة إلى نعرات الجزائر ضد المغرب، أن الاعتقاد بوجود قواسم مشتركة بينهما ليس غير ادعاء لا سند له، فإن المغرب حسم أمره وقرر تحويل دفة اهتمامه بعيدا عن الجارة التي تضمر له كل الشرور، وهو يرنو ليعانق المستقبل عبر الاستفادة من كل التجارب الناجحة في قطاعات تعد فاصلة ومفصلا مهما من أجل تحقيق تقدم مستدام ارتكازا على البحث العلمي والتكنولوجيا.

إن المغرب يعتقد بشكل راسخ أن الخير يكمن في شيء يحاول النظام الجزائري تصويره على أنه سيء، ولهذا السبب فهو يدعو الـ"كابرانات" لمواصلة هجماتهم الإعلامية التي تنم عن أحقادهم والضغائن التي يكنونها له، لماذا؟ لأنهم يساعدون في تثقيف الشعب المغربي وجعله أكثر إيمانا بأن الأعداء الحقيقيون هم "الإخوة" الجيران الذين لا يلوون على شيء غير التنغيص على وطنهم.

وعود على بدء من قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية التي استندت فيها إلى تصريحات أحمد ويحمان، "الحقوقي" الذي يجتر سوء الكلام ويشحذ السكاكين لفائدة أعداء الوطن حتى يغرزونها في خاصرته، فإن لهذا الشخص، أن يتحفنا بالإجابة عن سؤالنا التالي: إن كان يبدو الربح مضمونا في تلاقح التجارب المغربية الإسرائيلية بشأن البحث العلمي والتكنولوجيا الذي تتفوق فيه إسرائيل على الجميع، فماذا كان سيربح المغرب من علاقاته مع الجزائر؟ وفي الجارة الشرقية عقول متحجرة مقفرة ونفوس مشوبة بالبغضاء تجاه مملكة عريقة ممتدة جذورها في التاريخ لا يبغون عن عدائهم لها حولا.

فهل من مجيب؟

آخر الأخبار