الجزائر.. حينما يكشف العسكر أنهم أجلاف استطابوا إهانة الإسبان

الجزائر.. حينما يكشف العسكر أنهم أجلاف استطابوا إهانة الإسبان
سمير الحيفوفي
انفلت النظام العسكري المارق من عقاله، وقرر تعليق العمل باتفاقية الصداقة التي تربط الجزائر بإسبانيا، وهو قرار أعقبه آخر بوقف وارداته منها وصادراته إليها، وكل هذا لأن إسبانيا عبرت عن موقف سيادي اتخذته بناء على ما استجد أمامها من معطيات وما توضح لها بعد عَمى عمَّر طويلا.
وأظهر النظام العسكري الجزائري بقراره المناويء لإسبانيا مباشرة بعد إعلانها موقفها الرسمي إزاء قضية الصحراء المغربية، وبما لا يبقي شكا ولا يذر ريبة أنه فاقد للموثوقية وغير مأمون الجانب، على أن هكذا قرار هو ذو حدين وكل حد منهما يجز عنق الـ"كابرانات" أمام العالمين. كيف ذلك؟
إن العالم لا يمشي وفق الأهواء ولا يحق لأي كان أن يفعل ما يحلو له وقتما شاء، والتعاقدات والتحالفات لا تحتمل أن تكون أوهن من بيت العنكبوت، وهو ما يتنافى وتنطع دولة العسكر، التي لا تقيم وزنا إلا لأحقادها نحو المغرب والتي تعميها عن اتباع الصواب والالتزام بالتعهدات التي تتخذها وصورة المغرب تتراقص أمامها.
وإذ بادرت الجزائر إلى قطع علاقاتها مع إسبانيا ردا على الموقف الذي سجله التاريخ بمداد من ذهب في سجل المملكة الشريفة، فإنها تكشف عن سوء سريرتها واشتراط معاداة المغرب للاستمرار في التوافق، كما تنم عن استمرارها إخراج حلقات مسلسل ابتزاز الجارة الشمالية الذي انطلق منذ عقود، وهو ابتزاز يحتمل وصفه بالإهانات المتكررة والمتلاحقة في حق إسبانيا.
ومن قتل 38 صياد إسبان في جزر الكناري، في متم السبعينات ومستهل ثمانينات القرن الماضي، كما أرخ لذلك "خوسي كوينكا" السفير الإسباني السابق، إلى دعم حركة "إيتا" الانفصالية ومحاولة الجزائر إعمال ورقة الغاز للضغط على إسبانيا بعدما وقف الـ"كابرانات" العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي وغير ذلك ووصلا إلى قرار تعليق العمل باتفاقية الصداقة وما رافقه من وقف للواردات والصادرات من وإلى الجارة الشمالية، لكن الأمور لن تبقى على حالها.
وبينما يحاول النظام الجزائري الذي يدق المسامير تباعا في نعشه، لعب أوراق الضغط على الطاولة مع إسبانيا فإنه وبعدما أحرقت كل أوراقها وعلى منوال "Carte jouée, carte brûlée"، وضع نفسه تحت الكشاف، وأثبت للجميع أنه نظام مارق يتطلب التعامل معه تحري كل الحيطة والحذر، وأن من يضع بيضه في سلة الجزائر هو خسران قبل البدء.
ولأن لكل قرار أرعن كلفة، فما ينتظر الجزائر هو كثير نظير ما اقترفته وتقترفه في حق إسبانيا، فهذا البلد أحس نفسه مثل نمر جريح حينما عاين الأضرار التي تسببت فيها الجزائر له عمدا خلال فصل الشتاء وهي تقطر له الغاز المسال بشكل جعل حكومة "بيدرو سانشيز" تبحث عن بدائل تقيها الوقوع في المحظور والبقاء رهينة في أيادي الأجلاف.
ولا يستحق الأجلاف غير تحمل تبعات ما جنوه على أنفسهم، ولهم أن يهنؤوا بما ينتظرهم من عقوبات بسبب تخلفهم المنتظر عن الوفاء بالتزامات الجزائر المالية والتجارية مع الشركات الإسبانية والأجنبية بشكل عام، ولا يحسبهم الجميع مبالين بذلك ما دامت زكاة الإبل تخرج من الماعز أي أن الشعب المقهور من سيؤدي ضريبة أخطاء العسكر.