"كابرانات" الجزائر والصداقات التجميلية لإخفاء بشاعة كرههم للمغرب

الكاتب : الجريدة24

13 يونيو 2022 - 11:30
الخط :

"كابرانات" الجزائر والصداقات التجميلية لإخفاء بشاعة كرههم للمغرب

هشام رماح

أصدقاء المغرب أعداء للجزائر.. هكذا يؤمن الجنرالات الذين ارتضوا لأنفسهم الانحطاط حتى يتسلقوا سلم السلطة في الجارة الشرقية، ثم هكذا هم يدمرون أنفسهم دون دراية منهم بذلك، ولعل العزلة التي أصبح يعيشها النظام المارق بداية نهاية "كابرانات" عمروا طويلا تحت مظلة محمد بوخروبة "بومدين" الذي استحال لتراب بعدما توفاه الله.

وإذ قررت الجزائر مخاصمة الإسبان لأنهم أصبحوا أصدقاء المغرب، فإن الـ"كابرانات" يصدحون بذلك وبأعلى أصواتهم محذرين الجميع من كونهم حفنة من الفاسدين الذين لا يقيمون وزنا إلا للمصالح المنعقدة على معاداة المغرب، فلا تقوم للشراكات قائمة ولا تبرم الاتفاقيات إلا عندما تبرم العزائم حول التنغيص على المغرب.

وكانت معاداة إسبانيا للمغرب ودخولها معه في خلاف حول جزيرة "ليلى" في 2002، داعيا للجزائر لتهرول نحو الجارة الشمالية للمملكة وتفرد أمامها كل سبل التعاون لمحاصرة المغرب ويعلن البلدان معا عن توقيع اتفاقية صداقة بعد شهر من الأزمة، لكن ولمكر التاريخ انفرطت هذه الاتفاقية بعدما انتصر الإسبان لصوت العقل وانحازوا للمقترح المغربي من أجل حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ذاك في الماضي، أما الآن كشف الـ"كابرانات" أنهم يعقدون صداقات تجميلية فقط لإخفاء وجوههم البشعة، فهم يرون انتصارهم في خسارة المغرب يفرحون لحزنه ويرقصون طربا متى استجدت أزمة بينه والآخرون، لكن ومتى انتصر المغرب وهذا ديدنه فهم في غم وهم وكدر ولا شيء سيزيح عنهم ذلك، لأن المغرب قرر فعلا أن يستمر في نهجه الفعال ويساعد الـ"كابرانات" على تدمير أنفسهم بأنفسهم.

وللمشككين في سوء سريرة النظام المارق والمفعمين بالتفاؤل حول تغير الـ"كابرانات" ومن يحكمون باسمهم، أن يتابعوا كيف قرر كل هؤلاء مهاجمة إسبانيا وهي دولة ذات سيادة بعدما قررت أن مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية تحت سيادة المملكة هو الحل الأساس لحلحلة نزاع عمر طويلا من قبل الجزائر التي تبحث لها عن منفذ إلى المحيط الأطلسي على ظهور انفصاليين ربت أكتافهم بأموال الشعب المقهور في الجارة الشرقية.

إن ما بعد يوم الأربعاء الموافق للثامن من يونيو 2022 لن يكون مثل سابقه بالمرة، فقد أقنع حكام الجزائر بتطرفهم في علاقاتهم مع إسبانيا، حكومة "بيدرو سانشيز" أنها اختارت الطريق الأسلم والنهج الأصح بمصادقة المغرب وصرف النظر عن الـ"كابرانات"، كما أنهم أقنعوا الحكومات الإسبانية السابقة أنها قد أخطأت البوصلة وأنها كانت مثل من يصب الماء في الرمل، فلا الماء يكفي ولا الرمل يرتوي.

وفي خضم الحرب الاقتصادية التي أعلنتها الجزائر على إسبانيا، تتناسل أسئلة كثيرة حول مدى قدرة الجزائر في تنزيل سياستها العدائية تجاه الإسبان، فإن كان للـ"كابرانات" باع طويل في حياكة الدسائس وحبك المؤامرات، فإنهم لن يستطيعوا شيئا غير ذلك.

ولا غرو أن من سيؤدي الضريبة لن يكون غير شعب يرزح تحت أقدام العسكر الأجلاف، والذي يحاول جاهدا التقاط الأنفاس فمن احتلال عثماني إلى آخر فرنسي إلى البقاء في عهدة بومدين ومن رضعوا معه ثدي العداء للمغرب، وذاك إلى أجل غير مسمى.. ولكن وإن بدا الأفق مظلما فإن في العتمة قد يبزغ النور.. ولذلك يلتزم المغرب الحلم لأن هذا الحلم يدمر الـ"كابرانات" أشد تدمير.

آخر الأخبار