الجزائر تحصي خسائر الغاز تحت حصار أنبوب المغرب وأنبوب مصر

الكاتب : الجريدة24

16 يونيو 2022 - 09:45
الخط :

الجزائر تحصي خسائر الغاز تحت حصار أنبوب المغرب وأنبوب مصر

هشام رماح

يحصي حكام الجزائر الخسائر التي سببوها لأنفسهم، وقد وجدوا الجزائر معزولة من جهة بسبب تعنتهم ومحاولة ابتزازهم إسبانيا وعبرها أوربا بالغاز الطبيعي، ومن جهة ثانية محشورين بين أنبوبين لتزويد أوربا بهذه المادة الطاقية، أحدهما قادم من نيجريا مرورا عبر المغرب والثاني قادم من إسرائيل عبر مصر.

ومثل صفعة مدوية على خد العسكر نزلت مذكرة التفاهم الثلاثية المبرمة بين إسرائيل ومصر ودول الاتحاد الأوربي، لتوقظ الـ"كابرانات" من غفلتهم بعد فوات الأوان، وليفقهوا أن زمن الابتزاز والتبجح بالغاز الطبيعي ولعب ورقته في كل الأحايين قد  بلا رجعة، بعدما قرر زبناؤها الأوربيين مغادرة منطقة الراحة والبحث عن بدائل تكفل استدامة التزود بالغاز دون صداع الرأس.

وفيما أثارت أبواق النظام العسكري جعجعة حول أنبوب الغاز المقرر بين نيجريا والمغرب ومن ثمة أوربا مرورا عبر دول الساحل الغربي الإفريقي، أصيبت بالخرس إزاء مذكرة التفاهم الثلاثية الموقعة بين إسرائيل  والاتحاد الأوربي، من هول الصدمة واستنادا على رغبة فرضت عليها يرام من ورائها مداراة الخيبة التي مني بها الـ"كابرانات" الذين راهنوا بغاز الجزائر وزجوا بورقته في كل مراحل وجبهات الخلاف مع المملكة الشريفة.

ورغم أن النظام العسكري كسر رؤوس الناس بادعائه معاداة التطبيع ومن يعقدون العلاقات مع إسرائيل، في خضم مواجهته المغرب، التزم صمتا مطبقا ولم يستطع منازعة مصر التي ظل تخطب الجزائر ودها على الدوام، في قرارها السيادي، في انتقائية مفضوحة تفيد بأن مصر حلال وما يقرره المغرب بكل استقلالية حرام.

وإذ لا يهم ما يعتقده النظام الجزائري فإنه الآن محاصر من الشرق بعد الحصار الذي يستشعره من المملكة في الغرب، يشتد الخناق على جارة السوء من الشمال وبعدما صرف الاتحاد الأوربي النظر عن الغاز الجزائري وقرر التزود بالإسرائيلي ليسد الخصاص المسجل بشأن الغاز الروسي في انتظار القطع التام مع الغاز الجزائري متى اكتمل أنبوب الغاز القادم من نيجريا.

وتكفلت الأيام وعبث الـ"كبرانات" في تكبيد النظام خسائر فادحة، وهو "يستشرف" مستقبلا يطل على الجميع تبدو فيها الجزائر منعزلة منزوية في الركن صفرة اليدين، وهي التي ظلت تصرف عائدات الغاز الطبيعي على الانفصاليين وقضية خاسرة لا تزال تستنزف خيرات الجارة الشرقية وأموال الشعب التي هي في عهدة زمرة العسكر.

وحاول حكام الجزائر لعب ورقة الغاز الطبيعي للضغط على إسبانيا وجعلها تنكفيء عن قرارها التاريخي الداعم للمملكة بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، غير أن إسبانيا واجهت الأمر بصدر عار وقررت المضي معهم إلى أبعد الحدود، بعدما ظفرت بتطمينات حول تزودها بالغاز من أطراف أخرى غير الجزائر، متى انقضى العقد الحالي الذي لا يزال ساريا.

وحسنا كان فعل العسكر في الجزائر حينما قرروا عبر عبد المجيد تبون، الرئيس الصوري وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي، فحينها أعلموا الإسبان ومعهم الأوربيين بضرورة البحث عن بدائل تقيهم من البقاء رهائن أهواء نظام مارق تتجذر فيه كل الشرور.

آخر الأخبار