إلى تجار القضية الفلسطينية بعد رسالة الجزائر.. ألا تخرسوا وتكفوا عنا صداعكم

الكاتب : الجريدة24

06 يوليو 2022 - 10:40
الخط :

إلى تجار القضية الفلسطينية بعد رسالة الجزائر.. ألا تخرسوا وتكفوا عنا صداعكم

هشام رماح

عند الـ"كابرانات" لا فرق بين قضيتهم الأولى المتمثلة في تشتيت المغرب وبين قضية العرب الأولى فلسطين، وهذه القراءة العوجاء من منظور النظام الجزائري المارق للقضيتين تبدت متى أجلسوا عباس أبو مازن إلى جانب الانفصالي إبراهيم غالي، وهم يستعرضون "خردواتهم" أمام حضور باهت.

وخلافا للواقع الذي يجعل الفرق شاسعا بين القضية الفلسطينية وما تعتبره جارة السوء حقها في الإطلالة على المحيط الأطلسي فوق ظهور الانفصاليين الذين توكلهم للحرب مع المغرب نيابة عنها، استعرض حكامها أمام الملأ قراءتهم المجحفة في حق القضية الأولى للعرب.

فهل يا ترى ينطلي البرتوكول الذي اعتمد على منصة الاستعراض العسكري في الجزائر، بمناسبة عيد استقلالها، على الجمعيات والحقوقيين المغاربة الذين يملؤون الدنيا زعيقا بسبب إحياء المغرب لعلاقاته مع إسرائيل والذي يصفونه بـ"التطبيع"؟

أليس في ذلك إسفاف للقضية الفلسطينية قبل أن يكون إجحافا لها وهي التي عقد العرب العزم على حلحلتها بشتى السبل، قبل أن ينكشف فشل القومجية الفارغة في ذلك؟ ثم أليس في اللعبة القذرة التي تلعبها الجزائر ما يزكم أنوف المتنطعين ويجعلهم ينكفؤون عن فتح أفواههم المشرعة ليرددوا اسطوانات مشروخة أتى عليها الزمن؟

ألم يستفق تجار القضية الفلسطينية بعد؟ أم على قلوب أقفالها؟ أليست الجزائر تتاجر بها علنا، وهي التي ادعت قطعها علاقتها مع المغرب لكونه أحيا علاقته بإسرائيل، بينما لم تجد غضاضة، في نفس الحين والآن، أن تسعى لتوطد علاقتها مع مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وهم مطبِّعون؟

أو ليست قسمة ضيزى تلك التي تجعل المغرب في رقعة جغرافية يعاني من صداع جارة السوء التي تسعى لتمزيقه وتزعق للقضية الفلسطينية بالشعارات الجوفاء وتستحوذ على تجارها بنفحات من ملايير الدنانير التي تحول إلى دولارات ومن ثمة إلى أرصدتهم في الأبناك السويسرية؟ وفي نفس الرقعة الجغرافية "طاتي خديجة الرياضي" و"عمو خالد السفياني" وغيرهما ممن لا يلقون بالا للتردي المهول في قراءتهم للقضية الفلسطينية في ظل المتغيرات المفترضة والطارئة على حد السواء؟

إن الرسائل التي حاولت الجزائر إيصالها لم تكن مشفرة بالمرة، فقد كانت واضحة في نيتها تفرقة المملكة الشريفة عن صحرائها العزيزة، وقد ركزت همها على تكبيد المغرب كل الخسائر حتى تستطعم شيئا من الانتصار الغائب عن خزائنها منذ قررت مقارعته في حقه، ولما لم تجد لذلك سبيلا راحت تلعب ورقة "التطبيع" لعلها تحصي شيئا مما تأمله لديه.

كل هذا تنكره "طاتي" خديجة الرياضي و"عمو" السفياني، وأمثالهما، وهم لا يريدون خيرا بوطنهم الأم فكيف لهم أن يرغبوا فيه لفلسطين التي سئمت من المتاجرة بآلامها من القريب قبل البعيد والهبوط بها إلى أرذل المراتب وليس ما هو دون معادلتها بقضية خاسرة تراهن عليها الجزائر من خلال انفصاليين أوجد "كابراناتها" لرخيصهم إبراهيم مكانا قرب عباس أبو مازن.. والثمن المقبوض يعلمه الله؟.

آخر الأخبار