خبير: المغرب عرف غلاء الأسعار قبل الحرب وجزء منها موروث عن الحكومات السابقة

عرفت أسعار المواد الاستهلاكية، ارتفاعا بالمغرب، وهو ما خلف غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين من الحكومة بإيجاد حلولا مستعجلة تروم الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين.

كما قفزت أسعار المحروقات في محطات الوقود في المغرب، مؤخرا إلى مستوى قياسي، حيث بلغت أسعار ليصانص إلى ما يزيد عن 17 درهما، مما خلف حالة من الغضب في صفوف السائقين، خاصة المهنيين.

وفي هذا الصدد، قال رشيد لزرق، خبير في العلاقات الدولية وأستاذ القانون الدستوري بكلية ابن طفيل في القنيطرة، في حديثه للجريدة 24، أن غلاء الأسعار أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمغاربة، نتيجة تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رغم أنها كانت حاضرة بشكل أقل قبل الحرب.

وأكد لزرق، أن غلاء الأسعار بدأ قبل الحرب، وجزءا من  هذه الأزمة موروث من الحكومات السابقة، نتيجة عدم إصلاح عدد من الاختلالات مثل قواعد المنافسة وتحرير الأسواق ،وفشلها في الحد من الإحتكار والمضاربة التي تساهم في الغلاء.

وأضاف المتحدث ذاته، أن الأزمة الحالية كشفت بشكل كبير جل عيوب الحكومات السابقة، لذا فإن الحكومة الحالية مطالبة بإصلاح الاختلالات السابقة، وعقلنة إستهلاك الطاقة و تعميق الإصلاح الفلاحي لتحقيق الإكتفاء الذاتي على المستوى الغذائي.

وأبرز ذات المتحدث، أنه من بين الحلول التي يجب الاعتماد عليها، وعدم المراهنة على العلاقات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي فقط، بل إنفتاح أيضا على إفريقيا، وإستغلال الفرص التي طرحتها الأزمة الدولية، للبحث عن تمويل قطاع الطاقة.

وأوضح رشيد لزرق، أنه وجب على الأغلبية الحكومة وفرق المعارضة، القيام بأدوارهم الدستورية، من خلال البحث عن حلول ناجعة لحل جميع المشاكل، مع الابتعاد عن المزايدة والشعبوية، مع وضع مصلحة المواطنين فوق كل اعتبار.