عبد الرزاق مقري.. متأسلم مثير للفتن ما ظهر منها وما بطن

الكاتب : الجريدة24

04 أغسطس 2022 - 01:00
الخط :

 

سمير الحيفوفي
عبد الرزاق المقري، رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، واحد من مثيري الفتن الذين تلهج ألسنتهم بما يخالف حقائق الوقائع والأمور، فتجد هذا المتأسلم أول من يستل خنجره ليغرزها في الوحدة التي ينشدها المغرب مع جارته الجزائر، في كل مناسبة تنتصر فيها المملكة لصوت العقل ورجاحته.
عبد الرزاق المقري، الذي لم يسمع له صوت إبان الحراك الشعبي الجزائري، والذي احتمى بالصمت وضرب على نفسه طوقا يمنعه من إغضاب النظام العسكري القائم في الجارة الشرقية، خلال جمعات الغضب المتتالية على مدى عامين، خرج ليخربش على صفحته في "فايسبوك" مفصلا في الخطاب الملكي السامي الذي عبر من خلاله الملك محمد السادس، مرة أخرى عن سعي المغرب لتذويب الخلافات مع جارته التي تقرنه الجغرافيا معها شمال إفريقيا.
ولم يجد مُسَيلمة الجزائر الذي أنكر على حرائر وأحرار الجزائر حراكهم الشعبي، غير رمي المغرب بجرائر ما آلت إليه الأمور بين البلدين الجارين، وقد تجنى على المملكة متهما إياها كما اقترفت يداه على حائطه في "فايسبوك" بـ"دعم جهات انفصالية عميلة لقوى خارجية ومبغضة لثوابت الوطن اللغوية والاعتقادية ومهددة لاستقرار بلدنا ووحدته".
وذهب الاعتقاد بهذا الحاقد على المغرب، إلى حد جعله يغفل أن النظام الحاكم في الجزائر والممتد من أيام محمد بوخروبة الملقب بـ"بومدين" هو من نذر مساعيه لتمزيق المملكة وفصلها عن صحرائها من خلال دعم جبهة "بوليساريو" الانفصالية، واحتضان قادتها فوق التراب الجزائري ورهن محتجزي الجبهة في مخيمات العار القائمة هناك، لا لشيء سوى لتحقيق رؤية سطرها المقبور "بوخروبة" وتلقفها مواليه جيلا بعد جيل ومن بينهم عبد الرزاق مقري الذي أعمته الأحقاد عن رؤية الحقيقة الساطعة أمامه.
وأغفل عبد الرزاق مقري، كيف أن المغرب، وفي مرحلة معينة وتحت سياق خاص، حينما نبه إلى أن منطقة القبايل، تعد أقدم مستعمرة في إفريقيا، إنما كشف من خلال ذلك عن ازدواجية الخطاب الجزائري ومواقف القائمين على تدبير شؤونها، فمن يا تراه يصرف أموال مقدرات الجزائر على الانفصاليين على مدى عقود طويلة، ويذكي فيهم مشاعر الحقد ضد المملكة حتى يحاربوها ويقضوا مضجعها، بحثا عن منفذ نحو الأطلسي؟ أو ليس لعبد الرزاق مقري ملتحي يدعي معرفته أكثر من غيره بالدين وغيرته على الإسلام، أن يؤمن بأن السن بالسن والباديء أظلم؟ أم أن في ذلك ما يغيظ أولياء نعمته؟.
كذلك ارتمى عبد الرزاق مقري، ليبرر موقف الجزائر المتبرم من المصالحة مع جارها الغربي بما وصفه بالتطبيع مع إسرائيل، والحال أن الأمر يتعلق بإحياء للعلاقات يستند إلى قرارات سيادية لا دخل لأحد فيها، ولو بلاده، فهل للمغرب أن يتدخل في القرارات السيادية للجزائر، التي تتشدد مع من تشاء مثل المغرب ولأسباب واهية، بينما تتساهل مع من تشاء مثل فرنسا التي ضرب رئيسها هوية الجزائريين بشكل مجلجل أمام الجميع وتقرر تعليق العلاقات معها، كرد فعل، إلى أن تمت إعادتها على حين غرة.
إن إحياء العلاقات المغربية الإسرائيلية لا ولن يضير الجزائر في شيء، وهو أمر يعرفه جيدا عبد الرزاق مقري، لكنه آثر اللعب على الوتر الديني ليذكي الخلاف القائم، ويزيد في حمأة النار المتقدة التي أتت على كل ما هو جميل مما كان ولا يزال يجمع بين شعبين شقيقين فرقتهما الحدود وزاد في فرقتما مثيرو الفتن أمثاله ممن يخافون قول كلمة الحق ويسعون إلى تعويم السمكة بعيدا عن التحليل الحصيف والرزانة المفترضة في "رجل" يدعي معرفته بأمور الدين وهو أبعد عنه بعد الشمس عن الأرض.

آخر الأخبار