سمير الحيفوفي
ابتلى الله المغرب بحفنة من "الرفاق"، لا يستحيون أبدا.. ولمن لا يعرفهم أو يبحث عنهم يلزمه مراجعة الدكان المعروف حاليا بعد تغيير اسمه بـ"النهج الديمقراطي العمالي"، هذا الدكان الذي التأم فيه اللئام جميعا، وتوافقوا على كل شيء إلا على قضايا وطنهم المغرب.
كيف ذلك؟ لقد خرج المكتب السياسي لحزب "النهج الديمقراطي العمالي" ببلاغ أنكى ما فيه أنه جاء داعما لوحدة الصين الشعبية في مواجهة تايوان التي كانت تدعى سابقا جزيرة "فورموزا"، لكن نفس الحزب ونفس الرفاق الذين هوت قلوبهم نحو بلاد "شي جين بينغ" لم يطرف لهم جفن، ولم يساندوا يوما بلادهم في مواجهة انفصاليي "بوليساريو".
نعم لقد قال بقايا الرفاق البؤساء في الحزب الماركسي، إن "تايوان جزء من التراب الصيني"، وهم بذلك أعلنوا مساندتهم لبلاد "ماو تسي تونغ" من أجل ضم الجزيرة التي يفصلهم عنه مضيق مقداره نحو 200 كلم، لكنهم لم يساندوا البتة وطنهم الأم المغرب، الذي يتربص به الأعداء الراغبون في تمزيقه وفصله عن صحرائه العزيزية. أوَ لَيس في كل هذا ما يحيل على نفاق رفاق الحانات؟
ويبدو أن هموم "بكين" تشغل كثيرا بال القائمين على حزب "النهج الديمقراطي العمالي" أكثر من الرباط التي يتجولون بين حوارييها وبين حاناتها يستجدون قناني الجعة ويفتتون الكلام ويطلقونه على عواهنه نكاية وغاية منهم في الوطن الذي يأويهم ويفرد لهم كل السبل ليرددوا البدع التي تضمنها بلاغ المكتب السياسي الجديد.
وليس بجديد على مريدي النفاق في الحزب الذي أصبح يحمل "النهج الديمقراطي العمالي" بعد مؤتمره الوطني الخامس، أن يؤيدوا الصين ضد تايوان ويضربون صفحا عن الكلام في مواجهة المغرب، بل ويدعمون الانفصاليين في مواجهة الوحدويين، وينكرون على المملكة سعيها للحفاظ على وحدتها الترابية وجعل قضية الصحراء المغربية قضيتها الأولى.
ولأن العلل النفسية لا تجتزأ فإن المتغلغل منها في نفوس القائمين على هذا الدكان السياسي، لم يجدوا غضاضة، أيضا، في التغريد دائما خرج سرب الوحدة الوطنية متى ألمت بالمغرب بعض الصعاب، مثل الحرائق التي اصطلمت الأخضر واليابس في شمال المملكة وقد نشبت بفعل موجة الحرارة التي لم يسبق العهد بها منذ نحو عقدين.
لقد رأى بقايا الرفاق غير ما رأى المغاربة قاطبة وذهبوا أبعد في خستهم لينتقدوا التعامل مع الحرائق ويسفهوا جهود المنقذين ممن بذلوا العرق والدم لينجدوا إخوانهم وبني جلدتهم من جحيم مستعر، وليس في انتقاد كل هؤلاء غلا ما يكشف حجم الأحقاد والضغائن التي تستبد بنفوس المرضى من معاقري الـ"بيرة" من رفاق النهج في الحانات، حيث يمكن بكل سهولة التفصيل في كل الأمور بينما الرأس لعبت بها الخمرة في الـ"بار".
وإن تضمن بلاغ المكتب السياسي الجديد العديد من النقاط المثيرة للاشمئزاز والشفقة في نفس الآن على بقايا الرفاق، فإن التفصيل فيه لا ينفع قد ظهر من "النهج الديمقراطي العمالي" ما يشي بأنه يصدق على المنتسبين إليه مقولة الكلاب التي تنبح، بينما القافلة تمشي.. فاللهم عافنا من "النهج الديمقراطي العمالي" ونجنا من شرور اللئام ونفاق الرفاق.