الطاهر بن جلون: فرنسا تلعب على حبلي المغرب والجزائر بطريقة خاطئة

الطاهر بن جلون: فرنسا تلعب على حبلي المغرب والجزائر بطريقة خاطئة
سمير الحيفوفي
تلعب فرنسا على حبلي المغرب والجزائر بطريقة تقترف معها الكثير من الأخطاء التي تنهش العلاقات بين الرباط وباريس، وهذا أمر أقر به الطاهر بن جلون، الكاتب المغربي الفرنسي، في مقال رأي نشر على مجلة "Le Point" الشهيرة.
الطاهر بن جلون، تحرى موقف المثقف الحصيف وهو يفصل في العلاقات بين البلدان الثلاث، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يرتع النظام العسكري الجزائري في "ريع الذاكرة" وعمل في ظل هذا الريع، على الاستزادة من الامتيازات، اختارت المملكة المغربية تنويع علاقاتها وصداقاتها السياسية والاستراتيجية، في ابتعاد عن فرنسا التي تحابي الجزائر وتسعى لعدم إغضابها بسبب التراجيديا التي اتسمت بها 132 سنة من الاستعمار.
وأفاد الطاهر بنجلون بأن فرنسا ظلت حذرة في دعمها للمغرب بشأن قضية الصحراء المغربية، خوفا من إغضاب النظام الجزائري، وهذا الحذر هو ما دفع المغرب إلى الابتعاد عن دائرة فرنسا إلى فضاء أرحب وهو ما تكلل بتوقيعها اتفاقات أبراهام، فضلا عن نجاحها في تغيير موقف الجار الإسباني في ما يتعلق بالقضية الأولى للمغاربة.
وقال الكاتب المغربي الفرنسي بشأن الزيارة المرتقبة لـ"إيمانويل ماكرون" إلى الجزائر إنه "يضحي بالتفاهم الجيد مع المغرب آملاً بالحصول على امتيازات أفضل من العسكريين الجزائريين. لكنه مخطئ تماما، لأن العسكر الجزائري يصر على التمتع بريع مرتبط بالذاكرة، كما سبق وأسماه ماكرون نفسه. وقيامه بهذه الزيارة إلى الجزائر تؤكد على أنه لم يفهم بعد آلية النظام الجزائري الذي لا يقدم أي تنازلات".
إلى ذلك، انتقد الطاهر بن جلون، لعب السلطات الفرنسية بورقة التأشيرة في علاقاتها مع المغرب والجزائر وتونس، وهو الإجراء الذي جرى تسويغ أسبابه في رفض الخدمات القنصلية لهذه الدول استعادة مواطنين لها يعيشون في طريقة غير قانونية على الأراضي الفرنسية، إذ اعتبر الكاتب المغربي الفرنسي ما قامت به السلطات الفرنسية في هذا الصدد يعد خطأ جسيما.
وحسب الكاتب العمود في مجلة "Le Point" أدى لعب فرنسا لهذه الورقة إلى تعميم جو مشحون تجاهها، فقد تعالت أصوات تنادي باعتماد المعاملة بالمثل مع المواطنين الفرنسيين، وهو أمر لم يحبذه الطاهر بن جلون، ليس لأن السياحة المغربية قد تتضرر أيضا، ولكن لأن المغرب معروف على الدوام بحسن الضيافة ولا يجوز أن تتغير فيه أمور متجذرة فيه بسبب سياقات طارئة.
وألمح الطاهر بن جلون، إلى أنه استقى من شكيب بنموسى، سفير المملكة في باريس، أن المغرب لم يرفض قط إعادة مواطنيه من المهاجرين غير النظاميين، كما ادعت السلطات الفرنسية، غير أن العملية شابتها عدة اختلالات منها أن الشرطة الفرنسية ترسل إلى السفارة المغربية مهاجرين جزائريين وتونسيين على أنهم مغاربة.
وخلص الكاتب المغربي إلى أن البرود المسجل في العلاقات المغربية الفرنسية، لا ينفي أن فرنسا تعترف بالمساعدة القيمة التي قدمتها لها الأجهزة المغربية، خاصة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، داعيا إلى استمرار هذا التعاون الوثيق، وعدم التفريط فيه بسبب لعب فرنسا ورقة الـ"فيزا" بشكل لا يخدم مستقبل علاقاتها مع المملكة الشريفة.