بين تجول الملك في فرنسا ورشق تبون بالبيض في إيطاليا

بين تجول الملك في فرنسا ورشق تبون بالبيض في إيطاليا
هشام رماح
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".
فرق شاسع بين تعثر الملك محمد السادس، خلال جولته الليلية في العاصمة الفرنسية باريس والبيض الذي انهال على الرئيس عبد المجيد تبون في إيطاليا، ولو أن الفارق بين الملك والرئيس المنزل على شعب الجزائر يجعل المقارنة بينها مستحيلة.
في المغرب والجزائر الكل عاين وسمع عبر فيديوهات مطولة كيف أن جزائريات وجزائريين هاجموا عبد المجيد تبون، الرئيس الذي فرض عليهم قسرا، ورموه بالبيض الفاسد والطماطم تعبيرا منهم عن القيمة التي يحتفظون له بها في أنفسهم، وهو أمر نأى المغاربة بأنفسهم عنه وتركوا أهل الجزائر فيما بينهم، لكن ما لقي الرئيس الصوري من سوء معاملة حز في أنفس الـ"كابرانات" وأبواقهم، فأرادوه أن يرتد على المغرب من خلال فيديو عمره ثوان قليلة التقط للملك محمد السادس، خلال جولة ليلية في العاصمة الفرنسية باريس.
في الفيديو القصير ليس هناك ما يريب أو يبعث على الخجل، كما جاء بذلك الفاسقون، ففيه بدا الملك محمد السادس وهو يحاول الرد بكل تواضع على مارة بادروه بالكلام، وبعدما التفت إليهم كاد يفقد توازنه وتعثر فكان طبيعيا أن يسنده أحد الحراس الشخصيين، لكن الفجرة ممن يدورون في فلك النظام العسكري المارق في الجزائر كان لهم رأي مخالف لكل هذا.
فعلا إنها تفاصيل بسيطة يعرضها الفيديو، والشيطان يكمن في التفاصيل، وليس للشيطان من رفيق غير الفاسقين هناك في جارة السوء ممن زادوا في العلم وراحوا ينسجون الإشاعات وينثرون بذور الكذب أمامهم ووراءهم وعلى جنوبهم، طمعا في استغلال هذه الادعاءات لرمي ملك المغرب الذي يقض مضاجعهم بالغيب.
وإذ بدا الفيديو للمغاربة المتشبثين بالعرش العلوي المجيد عاديا، لأنهم اعتادوا رؤية ملكهم يبادلهم السلام والأحاديث أينما حل وارتحل، ويتعامل معهم مثل إنسان عادي وضع عنه تاج الملك ليكون منهم وإليهم، فإن من يسترزقون من أموال الـ"كابرانات" في دكاكينهم الإعلامية تلقفوا الفيديو الذي مدته أربع ثوان ليروجوا له وهم لا يدرون أنهم يدقون بذلك آخر المسامير في نعش الأخوة التي تجمع بين المغاربة والجزائريين.
في المغرب، الله فوق الجميع والوطن مقدس وكذلك الملك، ففيه يرى المغاربة القائد والأب والصنو الذي يشد العضد، وقد ورث ذلك عن أجداده الغُرِّ الميامين، ومن يماريهم في ذلك من الخاسئين الفاسقين الذين يجيئون بالأراجيف، لن ينال منهم غير الثبور ووبال الأمور.