هكذا ذبلت تونس الخضراء في يد قيس سعيد طائع العسكر الجزائري

الكاتب : الجريدة24

27 أغسطس 2022 - 11:00
الخط :

هكذا ذبلت تونس الخضراء في يد قيس سعيد طائع العسكر الجزائري

سمير الحيفوفي

تونس الخضراء ذبلت بين يدي قيس سعيد، فبعدما أجهز هذا المهووس بالسلطة على المسار الديمقراطي فيها واغتصب كل الصلاحيات نهارا جهارا، راح يجهز على علاقاتها مع دول شقيقة وصديقة مثل المغرب، كرمى لعيون الـ"كابرانات" الجزائريين الذين وضعوه تحت إبطهم واطمأنوا إلى طاعته العمياء.

استقبل قيس سعيد الرئيس التونسي، الذي نزل بالمنصب إلى الدرك الأسفل من الانحطاط، الانفصالي الرخيص إبراهيم غالي، بعدما دُعي للمشاركة في القمة اليابانية الأفريقية للتنمية، وهو استقبال أراد من خلاله الرئيس التونسي طمأنة النظام العسكري الجزائري إلى أنه طيع في أياديهم كما أخبرهم مرارا ولهم أن يشكلوه كيفما شاؤوا.

استقبال قيس سعيد لزعيم الانفصاليين، الذي لم تتم الإشارة إلى صفته في بيان للرئاسة التونسية، صدر أمس الجمعة، جاء في أعقاب الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، وقد أكد من خلاله جلالته على أن قضية الصحراء المغربية هي المنظور التي يرى به المغرب شركاءه ويرتب علاقاته بناء عليه، ليكون قيس سعيد ضحى بكل ما يجمع بين المغرب وتونس ليبحث مليا عما يفرق بينهما.

ولاحت نذائر الفرقة بين المغرب وتونس بعدما استدعت المملكة سفيرها في تونس للتشاور كما قررت عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الأفريقي (تيكاد)، وهو أمر ردت عليه تونس بالمثل، ليكتب الرئيس الأرعن الذي تعود لسانه على الرطن بالعربية الفصحى ولا يدري ما يقول ولا ما يفعل، فصلا جديدا في تاريخ العلاقات المغربية التونسية، وقد تخلى عن الحياد الإيجابي للرؤساء السابقين ويلقي بيديه وبلاده في كنف العسكر الذي يعتبر تونس ولاية تابعة لهم.

وفيما بلغت تونس تحت حكم قيس سعيد، أرذل أزمانها، فإن الرجل يبدو مريضا بالمغرب مهووسا بحب الـ"كابرانات" والرئيس الصوري عبد المجيد تبون، الذي جاؤوا به إلى قصر المرادية، والذي لم تحرك كلماته الشائنة في حق تونس من إيطاليا في ساكن قصر قرطاج ذرة من النخوة وهو يسمع بأذنيه كيف أن أرعنا مثل تبون يتعهد بتعليم تونس الديمقراطية ووضعها على سكة "الديمقراطية العسكرية الجزائرية".

وبالفعل فقد ولى زمن النخوة والرجولة، فالأيام الخوالي لتونس تحت حكم الحبيب بورقيبة أوزين العابدين بن علي أو منصف المرزوقي أو القايد الباجي السبسي ولت، ليتبوأ إمَّعة من تابعي الجزائر، مثل قيس سعيد المشهد ويحتله قسرا على التونسيين، وقد رهن بلادهم في أيادي طغمة العساكر الحاكمين في جارتهم الغربية.

وبدا قيس سعيد خانعا خاضعا للنظام العسكري الجزائري، وقد أفرد للانفصالي الرخيص استقبالا، يدري جيدا أنه لن يمر عند المغرب مرور الكرام، فدول كبيرة أحنت الرؤوس بعدما عنت في رؤوس قياداتها أن يلعبوا مع المملكة على حبل الاستفزاز، فكان أن أذعنوا وعادوا إلى جادة الصواب، وليس لقيس سعيد سوى أن يهنأ بحب العسكر الجزائري، في انتظار ما تخبؤه الأيام المقبلة، وقد تبين العدو من الصديق، وهو خير من الحربائية التي دامت طويلا وجعلت المملكة تحجم عن وضع تونس في خانة الأعداء.

فهنيئا لقيس سعيد برعونته وبحب الـ"كاربانات" وعداوة المغرب التي لا تنقصه بالفعل.

آخر الأخبار