فرنسا تجازي قيس سعيد على خسته وتنزيل مؤامرتها ضد المغرب كما ينبغي

فرنسا تجازي قيس سعيد على خسته وتنزيل مؤامرتها ضد المغرب كما ينبغي
سمير الحيفوفي
تونس خادم مطيع لفرنسا المغتاظة من انتصارات الدبلوماسية المغربية، ولأن قيس سعيد أدى دوره كما ينبغي حين استقباله لزعيم الانفصالي الرخيص إبراهيم غالي، فقد آن أوان مجازاته من قبل الـ"ماما" التي قررت إعادة إصدار التأشيرات إلى النسق الطبيعي، وذلك بعد نحو سنة من تشديد ضغوطها تجاه كل من الجزائر وتونس.
القرار الذي عبر عنه "جيرالد دارمانان" وزير الداخلية الفرنسي، أمس الأربعاء، جاء بمثابة عطية لتونس نظير قيامها بالعمل القذر نيابة عن الـ"ماما" التي وضعت كل العصي أملا في منع عجلة المغرب عن الدوران والابتعاد عن بركتها الآسنة الحبلى بكل القذارات الإمبريالية.
"لفتة" فرنسا نحو تونس، التي أعقبت وفي أقل من أسبوع، ما اقترفه الرئيس المنقلب في حق المغرب وتخليه عن الحياد الذي تحراه سابقوه ممن تعاقبوا على حكم الخضراء، جاءت لتؤكد أن فرنسا، حتما، حشرت أنفها الأجدع في القضية التي رمت من ورائها لتقويض العلاقات المغربية اليابانية من جهة ثم تسميم الأجواء في القمة الثامنة لـ"تيكاد" عبر استقبال الانفصالي الذي تم استدعاؤه في غفلة من إمبراطورية الشمس.
وبعيدا عن كل ادعاء حول تعلق الاستقبال الذي أفرده قيس سعيد لزعيم انفصاليي "بوليساريو" فإنه بدا طيعا منصاعا لفرنسا ومقاطعتها الجزائر، وقد عقد الثلاثة العزم تحت راية الفرنسيس وضع كل الأيادي والأرجل لعلهم يستطيعون قص جناح المغرب الذي كسر القيود التي تغل كلا من تونس والجزائر وابتعد عن الزمرة التي يريد حكام الـ"إيليزي" التحكم فيها، وعبرها في إفريقيا التي ترى أن المملكة تسحب البساط من تحتها رويدا رويدا.
وأعلن "جيرالد دارمانان" وزير الداخلية الفرنسي، أمس الأربعاء، أن باريس رفعت وبـ"أثر فوري" الحظر الذي فرضته قبل نحو سنة على كل من الجزائر وتونس، فيما يتعلق باستفادة مواطني البلدين من تأشيرة الدخول إلى أراضيها، وهو قرار لم يطل المغرب البتة لأنه المستهدف من هكذا إجراء قررته سلطات البلد الأوربي بعدما غاظها أنه نفض عنه تبعيتها، ورنا بناظريه، نحو قوى عظمى متفوقة عليها، بعدما ضاقت بهما إفريقيا معا.
وفيما قرنت فرنسا قرار خفض منح الـ"فيزا" للمواطنين المغاربة والجزائريين والتونسيين، بسبب ما وصفته بـ"رفض" هذه الدول إصدار التصاريح القنصلية اللازمة لاستعادة مهاجرين من مواطنيها يوجدون في فرنسا بشكل غير قانوني، فإن هذا الشرط لا يزال قائما بالنسبة للمغرب فقط، أما تونس والجزائر فقد ظهر أنهما طيعان لا يعصي حكامها للـ"ماما" أمرا، وفعلا ما أمرتهما به ضد المغرب.
ولأن فرنسا لا تكاد تخفي سوءتها عن أحد، وخسة حكامها يتقاسم معرفتها الجميع في مختلف انحاء المعمور، فإنها لم تمهل نفسها ردحا من الزمن لتعلن ثناءها على ما اقترفه قيس سعيد، الرئيس الذي يقضي وطره من السلطة في تونس نهارا جهارا، لتقرر إعادة العمل بالنظام الطبيعي في إصدار التأشيرات للمواطنين التونسيين، كما أورد بلاغ مشترك بين، "جيرالد دارمانان"، وزير الداخلية الفرنسي ونظيره التونسي "توفيق شرف الدين".