لماذا تتغاضى فرنسا عن معاداة الكوبل الجنسي للسامية وتتحمس لطرد الإمام "إيكويسين"؟

لماذا تتغاضى فرنسا عن معاداة الكوبل الجنسي للسامية وتتحمس لطرد الإمام "إيكويسين"؟
سمير الحيفوفي
أبدى "جيرالد دارمانان"، وزير الداخلية الفرنسي، حماسة مفرطة وهو يهلل لقرار ترحيل الإمام المغربي حسن إيكويسين، المتابع بعدة تهم تتصدرها معاداة السامية، لكن لم يسمع لهذا السياسي المحسوب على التيار المعادي للمغرب صوت متى تعلق الأمر بالكوبل الجنسي دنيا وزوجها عدنان الفيلالي اللذان لاذا بفرنسا هربا من الملاحقة القضائية بسبب تورطهما في النصب على مواطنين مغاربة، وهناك أبديا معاداتهما للسامية نهارا جهارا دون أن تطالهما أيادي السلطات الفرنسية؟
في الأمر ما يثير الريبة، فكيف للسلطات الفرنسية أن تهب لطرد الإمام المغربي بتهمة معاداة اليهود، وتغض الطرف عن الكوبل الجنسي الذي أبدى معاداة سافرة لهم، واحتفيا بالنازية التي نصبت الأفرنة والمحرقات لإبادة معتنقي الديانة الموسوية، بشكل أثار حفيظة الهيئة المعروفة في فرنسا تحت مسمى "المكتب الوطني لليقظة ضد معاداة السامية" (Bureau national de vigilance contre l’antisémitisme) المعروف اختصارا بـ"BNVCA".
هذه الهيئة التي تعنى بمطاردة معادو السامية في الجمهورية التي وقعت تحت سطوة النازيين في الحرب العالمية الثانية، سبقت وأبدت معارضتها لتواجد الكوبل الجنسي، فوق التراب الفرنسي وقد اعتبرت وجود شخصين معروفين بميولاتهما الصريحة نحو حزب الله وإيران ومعاداتهما السافرة لليهود ، يعد أمرا "لا يطاق البتة"، وذلك لأنهما أشادا غير ما مرة بالنهج النازي وعبرا عن حبهما لأدولف هتلر صانع الـ"هولوكوست" بالتقاط صور لهما في مناسبات عديدة وهما يؤتيان إشارة النازية ومعاداة اليهود أينما تعينوا في أرض الله الواسعة.
لكن من سمع لهيئة "BNCVA" هناك في فرنسا، فحتى ورقة معاداة السامية تستعمل في مناسبات معينة ولأغراض معينة، وهو ما يتأكد بالرجوع إلى الصمت المطبق الذي تحرته السلطات الفرنسية ولا تزال هي و"جيرالد دارمانان" وزير الداخلية، إزاء الاتهامات التي تتناسل في حق الكوبل الجنسي دون أن يحركوا ساكنا إزاء زوجين عبرا صراحة عن معاداتهما للسامية في فرنسا وفي الصين قبل كل هذا حينما فرا إليها أولا هربا من العدالة المغربية.
ويبدو أن تغاضي السلطات الفرنسية يتماشى وتحقيق غرض في نفس يعقوب تبتغيه هذه السلطات من دنيا وعدنان الفيلالي، والذي ليس غير اللعب بهما ضمن الأوراق التي تطرحها على الطاولة من أجل الضغط على المغرب وإعمال كل السبل لتمكين الكوبل الجنسي من بث الأراجيف والادعاءات ضد المغرب ومؤسساته، طمعا في تحقيق مآرب معينة، وقد أفردت لهما كل الوسائل ليتحدثوا بلا وجل، فهما محميان إلى ينقضي الوطر منهما وتنتهي صلاحيتهما.
ويبدو مبررا التساؤل حول الحماسة التي تجعل السلطات الفرنسية لا تدخر جهدا لطرد الإمام المغربي حسن إيكويسين وتبدي فتورا إزاء دنيا وعدنان الفيلالي، كما يبدو مبررا الجزم بأن فرنسا لا تقيم وزنا للأخلاقيات وللقيم الإنسانية الكونية إلا وإن كانت تخدم مصالحها، وليس من ضمن مصالحها أن ترى المغرب منعتقا بعيدا عنها، وهي بحماية الكوبل الجنسي تثبت أنها تتعامل بحربائية وببراغماتية مقيتة وقبل كل هذا تنبش في كل شيء يثير المشاكل بينها والمملكة الشريفة، لكن دون جدوى.