رعونة الدبلوماسية الجزائرية مع مصر تهدد بنسف القمة العربية

الكاتب : الجريدة24

08 سبتمبر 2022 - 01:00
الخط :

رعونة الدبلوماسية الجزائرية مع مصر تهدد بنسف القمة العربية

سمير الحيفوفي

رعونة الدبلوماسية الجزائرية بلا حدود، فقد أعماها الاتجار بالقضية الفلسطينية عن احترام الأدبيات الدبلوماسية، بعدما سلم رمطان العمامرة، وزير الخارجية الجزائري أولى الدعوات لحضور قمة الجامعة العربية المرتقبة في بلاده شهر نونبر المقبل، إلى محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، على هامش انعقاد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ158، بالقاهرة، بينما لم يسلم دعوة مشابهة إلى عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري صاحب الضيافة إلا في اليوم الموالي.

وإذ تنم حركة رئيس الدبلوماسية الجزائرية، عن غياب البصيرة والتبصر في تحري الأدبيات الدبلوماسية مع بلد مثل مصر التي تعد ضلعا أساسيا في المنظومة العربية، فهو يبعث بذلك رسالة مفادها أن النظام العسكري بحث من وراء ذلك عن مجد زائف من خلال الاتجار بالقضية الفلسطينية وتقديم عباس محمود رئيس السلطة الفلسطينية على عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري.

هذه الحركة الغير محسوبة من قبل دبلوماسية هاوية، تأتي لتذكي الخلاف مع مصر الذي تبدَّى جليا حين انسحاب الوفد المصري من اجتماع وزراء الخارجية العرب احتجاجاً على تولي نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايتها رئاسة الدورة الجديدة للمجلس خلفاً للبنان، وهي الحكومة التي تناصرها الجزائر وتنتصب مصر معارضة لها وموقفها المعلن منها هو أن ولايتها الشرعية منتهية، وأن الجارة الشرقية لليبيا تحترم الشعب الليبي واختياراته.

الانسحاب المصري ألقى بظلاله على اجتماع وزراء العرب، وبذلك ينذر بتفجر الخلاف مع الجزائر في قمة الجامعة العربية المرتقبة في الجارة الشرقية، اعتبارا للتحركات الدبلوماسية المريبة للنظام العسكري الجزائري في مواجهة مصر لصالح غريمتها إثيوبيا التي تنازعها في مصادرها المائية، وتهليله لاستقبال لزيارة "سهلي ورق زودي" الرئيسة الإثيوبية إلى الجزائر في يوليوز الماضي، والتي أعقبتها زيارة لـ"آبي أحمد" رئيس وزراء إثيوبيا في شهر غشت المنصرم.

وتنظر مصر بارتياب لتحركات الجزائر الباحثة عن مكان لها تحت شمس العرب، إذ يعتقد نظام الـ"كابرانات" بأن قوته تستمد من إضعاف الآخرين، عبر بذر الفرقة وصب الزيت على نار الخلافات بين البلدان مثل أرض الكنانة وإثيوبيا الماضية في ملء سد النهضة رغم عدم حدوث اتفاق بيني حول ذلك، وهو أمر لن يمر مرور الكرام على ساكن قصر "الاتحادية" في القاهرة.

وبينما لم يؤكد عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري حضوره القمة العربية المقبلة، فإنه وفي حالة مشاركة مصر يرتقب أن يكل ملفا ليبيا وإثيوبيا محطتين فارقتين فيها، وهو أمر يهدد بتجاذب بين مصر والجزائر التي تحشر أنفها في أمور ترى أرض الكنانة أنها تهدد أمنها القومي والغذائي.

اللافت، أن الخلافات المنذورة ولعب النظام الجزائري على الحبال مع الأشقاء، يهدد بحضور ممثلين عن الدول العربية دون ملوكها وأمرائها ورؤسائها، بما قد ينسف أي نجاح يتوسمه الـ"كابرانات" بسبب ضعف التمثيلية، وهو ما جعل النظام العسكري يهرول لإرسال مبعوثين غلى قادة الدول العربية خلال شهر شتنبر قبل شهرين من موعد انعقادها، خلافا للمعتاد حيث جرى الاعتياد على بعث الدعوات شهرا قبل انعقاد القمم السابقة.

آخر الأخبار