لخصم يسير إيموزار كندر بمنطق الحلبة والنزال

لخصم يسير إيموزار كندر بمنطق الحلبة والنزال

فاس: رضا حمد الله

ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء عن أشغال دورة المجلس الجماعي لإيموزار كندر بإقليم صفرو، يكشف أن رئيس الجماعة مصطفى لخصم البطل العالمي السابق للكيغ بوكسينغ، دبر أشغالها بمنطق الحلبة، أكثر مما يفرضه الأمر من اتزان وضبط الأعصاب وتجاوزها في قمة الغضب، وحسن تدبير الاختلاف.

بدا الرئيس متشنجا يصد كل يخالفه الرأي أو يريد تناول الكلمة ولا يتوانى في الاستهزاء والسخرية بكلمات أو إشارات كشفتها ملامح وجهه، أثناء مناقشة نقطة في جدول الأعنال تتعلق بتفويت قطاع النظافة لشركة مختصة، قبل أن يحسم التصويت الأمر بتصويت 11 عضوا مع دخول الشركة لتدبير القطاع، ومعارضة 17 عضوا.

الأجواء داخل القاعة، لم تكن مشجعة على النقاش حتى من حيث تأثيثها أمام شغل الأعضاء الحيز الأكبر وتجمهر مواطنين بعدد أكبر من ما قد تسعه لضمان مرور الدورة في أجواء سليمة، ما اتضح سيما أثناء مناقشة تلك النقطة، إن بتصفيقات كلما تكلم الرئيس أو الصفير عند تدخل عضو معارض أو رفع اليد للتصويت مع الأعضاء، ما يوحي بتجنيد هؤلاء للتحفيز حتى من المعارضة ولو بعدد أقل، كما لو أن الأمر مباراة في فنون الحرب الكلامية.

الدورة كانت بحق مباراة استعرض فيها الرئيس مصطفى لخصم "براعته" في النزاع وقمع كل من يريد أخذ الكلمة من غير المصطفين في صفه من المستشارين، ما زاد من تشنج الأجواء وحول القاعة إلى حلبة للهرج والمرج، عوض أن يكون النقاش راقيا وبانضباط وبعيدا عن التشنج وفوران الأعصاب التي بلغت ذروتها في لحظات كثيرة قمع فيها الرئيس كل من يريد التعبير عن رأيه بخصوص النقطة المدرجة في جدول الأعمال، بل السخرية منهم.

"مالك أولدي مالك ياك لاباس، شوف جمع راسك ولا ها الباب"... بعض من عبارات خاطب بها لخصم معارضيه بالجماعة التي يسير في اتجاه فقدانه اغلبيته، بل واتهمهم بالوقوف ضد مصلحة الجماعة وتغليب المصالح الشخصية على العامة، فيما كشفت طريقة تسييره للدورة عن حاجته لمزيد ضبط النفس والأعصاب والاتزان والقدرة على تدبير الاختلاف بعقلانية.

ما وقع أمس في دورة مجلس جماعة إيموزار كندر، يعمق زلات لخصم، سيما بعدما قاطع مهرجانا محليا وانتقل لإفران المجاورة لحضور مهرجان للسينما واستضافة ضيوفه، قبل أن يعرف مهرجان التفاح هزة على بعد أيام من افتتاحه في 22 شتنبر، ليبقى الوضع بهذه المدينة الجميلة غير صحي ويحتاج تظافر جهود الجميع، عوض استعراض العضلات الكلامية في دورة تتبعها الراي العام وفضحت حقيقة التسيير بجماعة ومدينة تحتاجان إقلاعا تنمويا حقيقيا لا إطنابا في الكلام.