إبراهيم سعدون.. بين رفعة حكام السعودية ووضاعة ضباع الجزائر

الكاتب : الجريدة24

23 سبتمبر 2022 - 09:45
الخط :

إبراهيم سعدون.. بين رفعة حكام السعودية ووضاعة ضباع الجزائر

سمير الحيفوفي

في كل مرة تضيع أبواق النظام العسكري فرصة الصمت وإطباق أفوهها النتنة، لتنطق بما يثبت كفرها بكل القيم الإنسانية والمساعي النبيلة، مثلما قامت به المملكة العربية السعودية عبر عاهلها وولي عهده من أجل إنجاد عشرة أسرى ممن كان يتهددهم الإعدام من قبل انفصاليين موالين لروسيا في أوكرانيا.

العالم بأكمله استبشر بالمبادرة السعودية التي أسفرت أيضا، عن الإفراج من بين الأسرى العشرة عن إبراهيم سعدون، الشاب العشريني الذي هاجر إلى أوكرانيا، وهناك قرر الدفاع عنها من تلقاء نفسه بعدما هاله منظر الحرب والاجتياح الروسي لبلد آواه وصرف له كل سبل إتمام دراسته فيه، لكن بالوعات النظام العسكري كان لها رأي آخر وهي تصفه بـ"المرتزق المغربي".

الأوصاف ومدى توافقها ومطابقتها للموصوف تبقى نسبية، لكن الجميع صرف النظر عن الخوض في هكذا تفصيل تبحث فيه الشياطين أمثال كتبة النظام المارق في الجزائري، وقد عنون موقع "Menadefense" مقالا حول عملية الإفراج التي تمت بمبادرة نبيلة قادها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بما ترجمته "روسيا تفرج عن المرتزق المغربي".

وبدلا من تحري الصمت في هكذا مواقف تثلج الصدور وتظهر معادن الرجال أمثال حكام المملكة العربية السعودية الذين قاسموا الملك محمد السادس والشعب المغربي اللواعج واللوعة على إبراهيم سعدون، الذي زجت به الظروف إلى الانخراط في صفوف قوات تدافع عن أوكرانيا والأوكرانيين في مواجهة الاجتياح الروسي، هبت هذا البالوعة لتلفظ سقط الكلام أقذع الأوصاف كعادتها متبعة نهج المرضى القائمين على شؤون العباد في جارة السوء.

ولا ريب أن كتبة النظام العسكري الجزائري غاظهم الود المتين والمكين المبرم بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، والمبادرة النبيلة التي تستحق كل الإشادة والثناء لملك وولي عهده، اللذان بادرا وبذلا كل ما في وسعهما لإنقاذ عشرة أسرى منهم بريطانيون وأمريكان وكرواتي وسويدي، وليس إبراهيم سعدون وحده الذي لفت انتباه أبواق الـ"كابرانات" ورموه بوصف "المرتزق" فقط لأنه ينتسب إلى بلد يجثم على صدور هؤلاء العجائز.

إن الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، أصابا في مسعاهما ولهما أجران أجر الاجتهاد وأجر نجاحهما في ذلك، وللمغرب أيضا أجران أجر الاجتهاد في إنقاذ ابنه إبراهيم سعدون من حبل المشنقة، وأجر العرفان بجميل المملكة العربية السعودية التي طالما كانت وشقيقتها المغربية مثالا للأخوة التي تنتصر للمشترك بينهما رغم بعد المسافات، لكن ماذا للنظام الجزائري من كل هذا؟

لا شيء. بل بالعكس كل الثبور، فهو لا يفوت فرصة للانقضاض على أي شيء مثل ضبع قمام هائج، فلا يفرق بين القضايا الإنسانية التي تستوجب التقدير والنأي عن سفائف الأمور والترفع عن كل ما قد يعكر صفو إنقاذ حياة أفراد كادوا يلقون حتفهم في حرب غادرة قذرة، ثم الصمت ممن في قلوبهم مرض مثل المارقين في جارة السوء وهي فرصة أخرى ضيعها الـ"كابرانات" ليكونوا "رجالا" ولو لمرة واحدة.

آخر الأخبار