فرنسا والمغرب والجزائر وتونس..التوازن المستحيل

الكاتب : الجريدة24

06 أكتوبر 2022 - 12:00
الخط :

فرنسا والمغرب والجزائر وتونس.. التوازن المستحيل

نبشت مجلة "جون آفريك" في خلفيات ودوافع الدور الجديد الذي تحاول فرنسا لعبه في المنطقة المغاربية، وعلاقاتها مع كل من المغرب والجزائر وتونس التي أضحت تابعة لجارتها الغربية، بسبب المعونات التي تستجديها أو التي يغدقها عليه الـ"كابرانات".

ووفق المجلة الفرنسية فإن فرنسا تسعى لتنشيط سياستها المغاربي، وهو أمر تبدى من خلال زيارة رئيسها إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في نهاية شهر غشت الماضي، غير أن باريس تبحر في ما وصفته "المياه المضطربة" في سياق التوترات الإقليمية الكبيرة.

فرنسا والمغرب

وتناولت "جون آفريك" مستجدات العلاقات المغربية الفرنسية حاليا، مشيرة إلى أن ما يسود فيها عبارة عن "سوء فهم"، بعدما عمدت باريس إلى تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة بشكل كبير، بما في ذلك الشخصيات "الفرانكوفونية" التي اعتادت التنقل ذهابا وإيابا بين البلدين.

كذلك تطرقت المجلة إلى ما وصفته بـ"الخلاف العاطفي" القائم بين البلدين حول الصحراء المغربية، وقد ألمحت إلى أن فرنسا، التي كانت داعمة للمغرب بشأن النزاع المفتعل حولها، تجد نفسها متجاوزة من قبل قوى غربية من الحجم الكبير مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسبانيا، وقد أبدت الأخيرة دعما يفوق الدعم الذي ظلت تدعيه فرنسا، بما يلزم باريس بالعمل مع المغرب بناء على محدد قضيته الوطنية الأولى، كما جاء في الخطاب الملكي السامي في 20 غشت الماضي، تزامنا وإحياء الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب.

فرنسا والجزائر

أفادت "جون آفريك" بأن أي مبادرة فرنسا يتم التحسب لها خوفا من غضب الجزائر التي ينخرط "إيمانويل ماكرون" الرئيس الفرنسي ب في سياسة مصالحة تاريخية مع المستعمرة التي كانت مقاطعة فرنسية لأزيد من 132 سنة، وهي السياسة التصالحية التي تبقى نتائجها غير مؤكدة، إذ لا يمكن للرئيس الفرنسي الآن العودة إلى الوراء في منتصف الطريق، إلا إذ اعترف بفشل سياسته الجزائرية.

وساقت المجلة الفرنسية مثالا حول سنوات حكم الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، فحينها كان بإمكان رئيس الدولة الفرنسي الحفاظ على شكل من التوازن بين الرباط والجزائر، أما الآن فإنه يسير على قشر البيض وعليه أن يحرص على الامتناع عن الحديث عن الموضوع الذي يثير الفرقة بين المغرب والجزائر، وهذا هو بالضبط ما يطلبه الملك محمد السادس، حسب "جون آفريك".

وقالت المجلة الفرنسية، إن المفاوضات خلف الكواليس حول مضمون زيارة "إيمانويل ماكرون" الرئيس الفرنسي المرتقبة إلى المغرب، والتي كان قد أعلن عنها هو بنفسه عقب عودته من الجزائر، تعد بأن تكون الأصعب.

فرنسا وتونس

حسب "جون آفريك" فإن تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة المغاربية لصالح لاعبين جدد، إسرائيل وتركيا على وجه الخصوص، جعل الرئيس الفرنسي يرى في ما يجري في تونس تحت حكم الرئيس المهلهل قيس سعيد، فرصة لإعادة نشر نفوذ فرنسا، خاصة بعدما تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن تونس لكونها رافضة للنزعة الاستبدادية المتزايدة لدى قيس سعيد.

وأحالت المجلة الفرنسية على وصف إيمانويل ماكرون للاستفتاء الدستوري بتونس كونه "مرحلة مهمة في عملية الانتقال السياسي الجارية"، وذلك رغم أن هذا الاستفتاء لم يحترم القواعد الأساسية لأي ممارسة ديمقراطية، فضلا عن تأكيده لنظيره التونسي على دعم باريس في المناقشات بين تونس وصندوق النقد الدولي.

في المقابل، قالت "جون آفريك" إن السياق الإقليمي الحالي لا يسهل مهمة قصر الـ"إيليزي"، في ظل الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وتونس، والتي أشعلها قيس سعيد، بشذوذه عن الحياد المعتاد من قصر "قرطاج" بشأن قضية الصحراء المغربية،

من خلال استقباله شخصيا للانفصالي إبراهيم غالي زعيم ميليشيات "بوليساريو"، بمناسبة قمة “تيكاد” الثامنة التي عُقدت في تونس نهاية شهر غشت المنصرم.

واعتبرت "جون آفريك" تونس تابعة للجزائر، محيلة على أنها أصبحت تعتمد المعونات المقدمة من الجزائر، وبذلك فهي لم تعد في منأى عن الشظايا الناتجة عن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بعدما أصبحت "تابعة للجزائر"، مشيرة إلى أن رهان فرنسا حاليا، هو إعادة إطلاق الصداقة الإستراتيجية الفرنسية المغربية، وتحقيق مصالحة تاريخية مع الجزائر، واستعادة مكانته كـ"عراب’" تونس وهي أهداف من المستحيل تحقيقها في مثل هذا السياق.

آخر الأخبار