الجزائر تقضي بإعدام صحفي وفرنسا تلجم أبواقها في شهر العسل

الكاتب : الجريدة24

19 أكتوبر 2022 - 09:45
الخط :

الجزائر تقضي بإعدام صحفي وفرنسا تلجم أبواقها في شهر العسل

هشام رماح

لن يسمع للإعلام الفرنسي صوت، ولن تشذ أبواق الجمهورية عن موقف الدولة الرسمي من النظام العسكري القائم في المقاطعة السابقة في المنطقة المغاربية، رغم أن القضاء في هذه المقاطعة العسكرية أنزل حكما بالإعدام في حق صحفي مقيم في باريس كان من "ذنوبه" أنه فضح ألاعيب شركة "سوناطراك" في مواجهة شركائها الأوربيين.

نعم القضاء الجزائري قرر إعدام عبدو السمار، صاحب موقع "آلجيري بارت" الذي لطالما أبدى عداءه للمغرب، وأحد أشهر الـ"شياتة" لرموز النظام المارق في الجزائر وأولهم حسين بولحية الرجل القوي في جهاز المخابرات الجزائري، وهو حكم يستدعي الكثير من الاستغراب في مواجهة الصمت المتواطيء والمريب من الإعلام الفرنسي عما اقترفته "العدالة" الجزائرية.

ولم يشفع لعبدو السمار تطبيله للنظام العسكري ولعبه على وتر العداء مع المغرب، وهو الذي كان عبر عن استعداده لحمل السلاح في وجه المغرب والمغاربة متى تحلت الجزائر بـ"الشجاعة" وأعلنت الحرب على المملكة الشريفة، إذ لم تمر أشهر قليلة فقط على هذا التصريح حتى لقي هذا المارق جزاء سنمار، ووجد نفسه محاصرا هناك في باريس بين مطرقة العسكر وسندان الـ"إيليزي".

ودون القضاء الجزائري عجيبة جديدة في سجلات الأحكام المضحكة المبكية، وهو يقضي بالإعدام، غيابيا، في حق صاحب موقع "آلجيري بارت" وحضوريا بعشر سنوات سجنا نافذا في حق مهندس بـ"سوناطراك"، كان يتواصل مع الموقع ويزوده بالوثائق التي تثبت مدى الأكاذيب والألاعيب التي تعمد إليها الشركة في تعاملاتها مع الشركاء الأوربيين.

وإذ تزامنت بدعة القضاء الجزائري في حق عبدو السمار، مع الود المفرط المنعقد والمسجل بين الجزائر وتونس وفرنسا نكاية في المغرب، فإن المؤسسات الإعلامية الفرنسية التي تسلطها الجمهورية الفرنسية، عادة، على المغرب سعيا لتقويض انعتاقه من زمرتها ألجمت ألسنتها وكفت مقالاتها عن النظام العسكري المنغمس في شهر العسل مع قصر الـ"إيليزي"، فهي رهن إشارة تنبح وتعض وفق الأوامر والتعليمات وما دون ذلك فهو مجرد أوهام.

نعم لم ولن يسمع صوت لمنظمة "مراسلين بلا حدود"، التي تصدع الدنيا كلما تعلق الأمر بالمغرب، ولم ولن يبدر عن "فوربيدن ستوريز" وأمثالها من الدائرين في فلك السخرة مقابل المال شيء، فهي تأتمر بأوامر الحاكمين الفعليين في دواليب السلطة في فرنسا، وفرنسا، كما يبدو، الآن راضية كل الرضا عن الـ"كابرانات" في الجزائر، ولمن أغضبهم كل التجاهل والترك الذي يقضي حوائج المتكالبين المتحابين على أعتاب المغرب يريدون سحب البساط من تحته، بعدما نفض عنه التبعية لفرنسا وحلق بعيدا عن سرب المتمسحين بها ممن يحفظون "لامارساييز" أكثر من أي شيء آخر.

ورغم أن عبدو السمار، خلع عنه جبة الصحافي وارتدى لبوس "الشياتة" في مواجهة المغرب، استجداء للتزلف من رموز النظام المارق، إلا أن ما قام به من استقصاء في حق "سوناطراك" لا يرقى لأن يصل إلى حكم الإعدام، وهو حكم ينكفيء المغاربة إزاءه عن الشماتة في صحفي دعا بلاده لشن حرب على المغرب نهارا جهارا، لكنهم ينتظرون حملة شعواء قد تشنها أبواق فرنسا على المغرب وعلى الملك محمد السادس، الذي آلم الجمهورية وهو يسحب محمد بنشعبون، سفير المملكة من باريس، ويعينه على رأس "مؤسسة محمد السادس للاستثمار"، وهو سحب جاء مماثلا لما قامت به فرنسا مؤخرا وهي تسحب سفيرتها من المغرب.

آخر الأخبار