ليس دفاعا عن المعتصم.. ولكن أية قيمة ستبقى للأحزاب إن جردت من ميزة "تبليص" منتسبيها في المناصب؟

الكاتب : الجريدة24

28 أكتوبر 2022 - 11:31
الخط :

الذين ينتقدون قيادي البيجيدي جامع المعتصم، على استمراره في مهامه داخل ديوان رئيس الحكومة رغم خروج حزبه إلى المعارضة، فاتهم أن هذا الأخير لم يقترف بدعة، وان ما قام به أمر معمول به من طرف جميع الأحزاب التي تعاقبت على تسيير الشأن العمومي بالمغرب.

الضجة المثارة حول المعتصم ليست ذي جدوى، وهي مجرد شعبوية فارغة لا تقدم ولا تؤخر، طالما أنها لا تاخد بعين الاعتبار طبيعة العمل الحزبي بالمغرب.

نسي هؤلاء الشعبويون أنهم ان جردوا الأحزاب السياسية من امتياز "تبليص" مناضليها وأطرها في الدواوين الوزارية وأيضا المناصب غير المتبارى عليها في الوظيفة العمومية، فأي ميزة وحظوة ستبقى لهذه الأحزاب.

ما يعاب على البيجيدي ليس انه تغاضى عن وجود قيادي له في ديوان رئيس حكومة اخنوش التي يعارضها، وإنما عندما كانت تصدر عنه شطحات انتقاد ما يوصف بالامتيازات التي تمنحها المناصب الوزارية.

ما يعاب على البجيدي هي عنتريات أمينه عامه الحالي بن كيران عندما كان يزلزل قاعة البرلمان في عهد حكومة الراحل اليوسفي، والتي انتقد فيها تقاعد الوزراء، حتى احياه الله وتسلم ذلك التقاعد السمين الذين كان ينتقذه.

الضجة المثارة حول المعتصم، هي من صميم قتل الحياة السياسية بالمغرب وتجريد الأحزاب والهيئات من أحد أهم نقط جذبها، ألا وهي إيصال مناضليها ومنتسبيها للمناصب غير المتبارى عليها.

اي حظوة واي قيمة ستبقى للأحزاب السياسية ان تم تجريدها من ميزة ايصال مناضليها لبعض المناصب في الوظيفية العمومية؟

من سيضحي بوقتهه وجهده من الأطر الأكاديمية والعلمية والكفاءات لنخرط في الأحزاب، وهو يعلم ان الطريق عبر هذه الاحزاب غير موصل الى مناصب المسؤولية؟

على الذين يقفون وراء حملة مهاجمة البيجيدي عبر المعتصم، ان يدركوا أنهم يساهمون في إفراغ الأحزاب من أطرها وقتل السياسة، وفسح المجال أمام الجهال والتافهين ، لاحتلال " المشهد العام".

ثم ان جل الذين ينغموسون في نقاش انتقاد المعتصم لا يخفون مطامعهم في ان يؤول إليهم ذلك المنصب المنتقد... " اخ منوعينو فيه"

آخر الأخبار