بين قمتي "تغير المناخ" و"لم الشمل".. الدرس البليغ للعسكر في الجزائر

الكاتب : الجريدة24

08 نوفمبر 2022 - 11:00
الخط :

بين قمتي "تغير المناخ" و"لم الشمل".. الدرس البليغ للعسكر في الجزائر

هشام رماح

جميل أن عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري حل بمصر للمشاركة في قمة تغير المناخ السنوية للأمم المتحدة، اليوم الأحد، ليعاين كيف تنظم القمم والفعاليات بعيدا عن النعرات والحزازات، لكن الأجمل أن يرى بأم عينيه كيف أن مصر لم تعبث البتة بخريطة المملكة المغربية، مثلما يفعل المرضى القابعون شرقها، متربصين بها الدائر، وكيف أن المغرب شارك بكل إيجابية في قمة تعكس هموم بلد أوجد لنفسه، بالفعل، مكانا في مصاف الدول المهمة في العالم.

في مصر تبدى حجم أرض الكنانة، وقدرتها على تنظيم حدث عالمي بعيدا عن كل دواعي الفرقة، وفي صرف واضح للنظر عن كل بواعث البلقنة، وكذلك، في مصر ظهر حرص المغرب على توطيد علاقاته مع بلد يحتضن قمة تغير المناخ "COP 27"، وقد بادر للمشاركة دون تلكؤ من أجل إنجاح ورش عالمي مفتوح، كما ظهر أن الجزائر المغلولة بقيود نظام عسكري مارق، ليست على شيء وأن قمة "لم الشمل" التي نظمتها في فاتح وثاني نونبر الجاري، ليست غير لطخة في سجل العرب، وقد اعترتها خطايا كثيرة.

وفي قمة المناخ بمصر، تلقى عبد المجيد تبون، الجواب مفحما من المملكة المغربية، فبينما شاركت المملكة الشريفة بحضور لافت من الأمير مولاي رشيد الصنو السعيد للملك محمد السادس، ومن شقيقتهما الجليلة الأميرة لالة حسناء، فضلا عن وفد رفيع المستوى، والجواب ليس غير أن المملكة تنظر نحو المستقبل أبعد مما ينظر العسكر في الجزائر، الذين يحملقون ليس أبعد من أنوفهم.

وبدا جليا للجزائر أن المغرب، ومعه الكثير من الدول العربية، نفضت عنها أوهام القومجية والاتجار بقضايا وهموم الفلسطينيين لغايات دنيئة، وأنها تسعى لمعانقة غد أفضل عبر مطارحة أفكارها وتلاقح رؤاها، بما يخدم العالم الذي يجمع الجميع ويصغر يوما بعد يوما بشكل تتوضع فيه نفس المشاكل أمام الكل، بما يلزم مجابهتها بكل نكران للذات، ودون سعي خبيث لنفث السموم، كما فعل النظام الجزائري في قمة "لم الشمل".

ومن هول ما جاءهم من مصر، لا تزال الصدمة تشل العسكر في جارة السوء، إذ فيما اعتذر العديد من الملوك والأمراء والرؤساء العرب عن حضور قمة "لم الشمل"، التي احتضنتها العاصمة الجزائر، فإنه وبعد مرور أيام قليلة جدا، حضروا فعاليات قمة المناخ التي تحتضنها شرم الشيخ في مصر، ليبلغ عدد قادة العالم المشاركين نحو 120 في قمة يشارك فيها 197 بلدا، وهو أمر لم تصدع به مصر رؤوس العالمين مثلما فعل النظام الجزائري المهووس بالعظمة، وهو يستعد لتنظيم القمة العربية التي أفشلها تعنت العسكر الأجلاف.

مصر استعدت لقمة تغير المناخ، في صمت، وهكذا يفعل الكبار، والمغرب لم يتردد بالمرة عن المشاركة فيها على أعلى المستويات، وهو أمر من شيم الكبار، ففي حضرة الكبار يمكن للجميع أن يلتقي ويناقش أمور المناخ وشؤونا أخرى بعيدا عن التفاهات، أما الأقزام فليس لهم غير أبواقهم الإعلامية لتردد الأقاويل التي تتلقاها من الثكنات العسكرية لعلها تطفيء نارا متقدة في صدور من استفاقوا على حقيقة تجعل النوم يجافي عيونهم أيضا.

آخر الأخبار