لغز الإنسحاب الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي !

انه الانسحاب العظيم، هذا ما ينطبق على شركات التكنولويجا العملاقة بأمريكا، تسريحات بالجملة وبآلاف المناصب، في شركة ميتا المصدرة للفيسبوك وانستغرام والواتساب.
وسبقه إلى هذه الخطوة موقع تويتر لمالكه الجديد الملياردير ايلون ماسك، الذي قام بطرد نصف موظفي الشركة البالغ عددهم 7500 موظف.
كما أعلنت شركة "سترايب" المتخصصة في التكنولوجيا المالية، أنها ستستغني عن 14 في المئة من قوتها العاملة. وفي نفس اليوم أعلنت "ليفت" تسريح عدد كبير من موظفيها
موقع البيانات "كرانش بيز"، قام بتسريح أكثر من 50 ألف موظف تقني أميركي هذا العام. وجمدت أمازون العملاقة التوظيف.
هذه التسريحات والانسحابات تشبه الى حد كبير، الانسحاب المفاجئ للجيش الأمريكي من افغانستان، وقبله تقليص عدد قواته من العراق وسوريا في أفق الانسحاب الكامل من منطقة الشرق الأوسط.
أمر لا يصدقه العقل ان شركات عملاقة كانت الى وقت قصير تتباهى ان رقم معاملاتها يقترب من التريليون دولار، تضطر حاليا إلى التخلي عن معظم موظفيها بسبب الازمة والركوض.
العارفون بخبايا الأمور يعلمون جيدا ان الصعود المفاجئ لشركات التكنوليجية الأمريكية، لم يكن ليحدث لولا وقوف جهات نافذة داخل الإدارة الأمريكية ورائها، وبأنها كانت احد اهم وسائل إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما خلال ثورات ما سمي بالربيع العربي.
تفسير الانسحاب المفاجئ لكبريات مواقع التواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا العملاقة وتخفيض تكلفة إنتاجها، ينم عن تغييرات عميقة في الإدارة الأمريكية.
كما ان هذا الانسحاب مؤشر عن سياسة جديدة لإدارة الامريكة لم تتضح معالمها بعد، ولعل القادم من الأيام حري بان يكشف للعالم عن نوايا الإدارة الأمريكية.
الأكيد أننا سنعيش ما بعد الثورة الرقمية وسطوة مواقع التواصل الاجتماعي.