منها إهمال المرضى والتسيب.. اختلالات بالجملة يعيش على وقعها المستشفى الجامعي بالبيضاء

الكاتب : انس شريد

23 نوفمبر 2022 - 07:30
الخط :

لا يزال يعيش المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء على وقع الفوضى والتسيب بمختلف مصالحه الصحية، إذ يعاني المرضى وذويهم من غياب الظروف الملائمة والكفيلة بتسهيل ولوجهم لهذا المرفق الصحي، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام ويثير غضب المواطنين، وذلك رغم التأكيدات السابقة لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، على أن المستشفيات العمومية شهدت إصلاحات مهمة بهدف تقديم خدمات تليق بالمواطن المغربي.

جدران متآكلة واكتظاظ المرضى

إن أجمل ما يمكن أن يحدث لك هو ألا تمرض ويتم نقلك إلى مستشفى ابن رشد، عبارة رددها عدد من المواطنين، تعبر عن حجم تذمرهم من الوضعية الكارثية للمستشفى المذكور، بداية من مركز الاستقبال نهاية إلى سوء المعاملة من الأطر الطبية.

وعاينت الجريدة 24، من قلب المكان مشاهد صادمة لعدد من المواطنين المغلوب على أمرهم، والذي يعيش أغلبهم حياة الفقر، حيث تجدهم متراصين في طوابير أمام عدد من الأقسام الخاصة، قصد تلقي العلاجات الضرورية، لكن دون جدوى، نتيجة كثرة الاكتظاظ والتأخر في تنفيذ المواعيد.

ورغم تأكيدات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بأنها أولت اهتماما كبيرا بمسألة دعم المستشفيات العمومية، وحل عدد من الاختلالات التي تعرفها الأخيرة، لكن ما تم معاينته يثبت عكس ذلك، لا على مستوى البنية التحية المتردية، إذ تظهر الجدران المتآكلة للعيان، فلما تضع أقدامك بالمكان تقابلك قاعة الاستقبال الجد متدهورة والأبواب المكسورة، إلى جانب غياب الكراسي والناقلات الخاصة بالمرضى، وغيرها من الأمور البسيطة التي يجب توفرها في المستشفيات.

خلل الاستقبال

ومن بين أكبر النقط السوداء داخل المستشفى، نجد مكتب استقبال المرضى، فكثيرا ما يتعرض المريض أو أسرته لنوع من التجاهل والإهمال لدى طلبه موعدا أو استقبالاً أو معلومات ما، وهو الأمر التي تمت معاينته من عين المكان، من خلال انتظار عدد من المواطنين، أغلبهم كبار السن لساعات طويلة، من أجل وضع معلوماتهم الشخصية فقط.

"ولدي ساعتين وكنتسنى عفاك قايدني أنا مريضة"، عبارة قالتها سيدة تطل على السبعينات من عمرها، غير أن الشخص المكلف لم يعرها الاهتمام، قائلا لها: "سيري ها لالة جلسي بنادم من قبيلا كيتسنى بشوية عليا"، في مشهد يثبت عدم شعوره بالإنسانية وعدم تحمله المسؤولية.

وحسب ما تمت معاينته فإن المكلف بالاستقبال، أصبح يمنع المواطنين القاطنين في بعض من المناطق بالبيضاء، من وضع معلوماتهم الشخصية، قصد تلقي العلاجات، حيث أكد لأحد الأشخاص، مكانك ليس هنا وجب أن تذهب لمستشفى آخر للعلاج.

رنين هاتف المدير بدون مجيب

وطالب المرضى مرارا وكذا جمعيات المجتمع المدني، حسب ما توصلنا به في أوقات سابقة، من الجهات المسؤولة بضرورة إيفاد لجنة مركزية عاجلة، للوقوف على حجم التجاوزات التي يعيشها هذا المركز الاستشفائي، لكن بدون جدوى.

وحاولت الجريدة 24، التواصل مع مولاي هشام عفيف، مدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، لاستقاء رده على سوء استقبال المرضى، غير أن هاتفه ظل يرن دون أن يجيب.

آخر الأخبار