مخدر "البوفا".. عندما تتحول المتعة العابرة إلى إدمان

الكاتب : انس شريد

25 نوفمبر 2022 - 06:30
الخط :

لا حديث بين المواطنين، خلال الفترة الأخيرة، سوى عن مخدر "البوفا"، الذي غزا بشكل واسع المدن المغربية، وحوّل حياة بعض الأشخاص إلى جحيم يومي يصعب الهروب منه.

وأصبح تجاره يبيعون هذا المخدر القاتل للشباب والمراهقين، الباحثين عن متعة عابرة لنسيان مشاكلهم الاجتماعية، خاصة في المؤسسات التعليمية، التي وجدوا من خلالها هذا التجار المنعدمي الضمير، مكانا مناسبا لتصريف "البوفا" بعيدا عن أنظار الأمن.

في هذا “الريبورتاج” قامت الجريدة 24، بجرد بعض القصص المستقاة من الواقع، مع ملامسة الأسباب التي تفضي إلى ظاهرة الإدمان على مخدر "البوفا"، وإبراز ما تواجهه الأسرة من مشاكا مع الشخص المدمن على هذا المخدر، وكيفية علاج هذا السم القاتل الذي أصبح ينخر أجساد الشباب والمراهقين.

سبب إدماني على "البوفا"

فاطمة، شابة في عقدها الثالث، "قمت بتجربة مخدر البوفا من باب التسلية، وبدافع أيضا الرغبة في الهروب من المشاكل، حتى وجدت نفسي مدمنة عليها بكثرة، وأصبحت كالمجنونة في حالة عدم استعمالها".

" كل شيء بعته لأشتري المخدرات بشكل يومي وأخلق جو من السعادة مع الأصدقاء، وخسرت الملايين على هاذ السم، ومن مابقاش عندي الفلوس وليت كنبيع حوايجي وحتى شي واحد ما عقل عليا"، جملة رددتها فاطمة كثيرا، تكشف من خلالها عن معاناتها مع هذا السم القاتل.

وأكدت فاطمة أن مخدر" "البوفا" هو بقايا مخدر الكوكايين الذي يطهى على نار هادئة مع مادة الأمونياك، ويتم استنشاقه أو تدخينه، حيث يشعر المدمن بفقدان القدرة على التمييز والتفكير، والإحساس برغبة كبيرة في إيذاء الذات أوالآخرين، في حالة عدم استخدامها.

مضيفة أنه بعد تفكير عميق، وجدت أن أفضل حل لوقف هذا السم القاتل، هو الالتحاق بمركز متخصص في معالجة الإدمان، قائلة: "ترددت طوال تسعة أشهر وباستمرار على المركز، قصد إزالة أكبر مشكل ينغص حياتي، وأستفيد من الحصص النفسية، مع استخدام بعض العقاقير والأدوية التي تساهم في التخفيف من حدة استخدام هذا المخدر".

وأبرزت فاطمة أنها حاليا لديها العزيمة والثقة لوقف استخدام هذا المخدر، مع دعوتها لجميع المدمنين بضرورة اللجوء إلى مركز متخصص في معالجة الإدمان، مضيفة "راه هذا السم ماشي مفتاح السعادة وخاصو يتمنع".

انتقام من الذات

كاميرا الجريدة 24، زارت مقر جمعية الأزهار الاجتماعية والثقافية "لا للقرقوبي"، وتحدثت إلى رئيسها عبد المجيد القاديري، الذي أوضح أن مخدر "البوفا" يعد من أخطر أنواع المخدرات التي غزت المملكة في الفترة الأخيرة، حيث تؤدي بالشخص المدمن، لعدد من الأعراض كالحزن والهلوسة، والاكتئاب الذي يؤدي أحيانا كثيرة إلى الانتحار.

وأضاف القاديري، إنهم منذ 20 سنة وهم يمارسون التّحسيس والتّوعية، لكن من بين أصعب المخدّرات التي يواجهها المختصون هو منتوج “البوفا”، داعيا من الجهات المسؤولة إلى محاربة هذا المخدر الذي أصبح ينتشر بالمملكة كالنار في الهشيم، ويباع بالقرب من المؤسسات التعليمية.

وأبرز المتحدث ذاته، أن المراهقين أو الشباب، ممكن أن يلجؤوا إلى الاجرام والسرقة، من أجل البحث عن الأموال لشراء هذا السم القاتل.

التحلي بالإرادة

كما قال عبد اللطيف حسبان، أخصائي نفسي، إن المدمنين يدخلون أنفسهم في نفق يصعب الخروج منه، في حالة عدم التحلي بالرغبة في الإقلاع عن هذا المخدر، من خلال اللجوء إلى مراكز معالجة الإدمان وتتبع الحصص باستمرار مع المختصين.

ودعا المتحدث ذاته، الحكومة والجمعيات إلى التدخل لحماية المراهقين والشباب من مخاطر مخدر "البوفا"، عبر وضع استراتيجية أقوى لمحاربة الإدمان والحد من انتشاره عبر ربوع المملكة.

آخر الأخبار