مونديال قطر وإدراك الناس لمعادن من حشرهم الله جوار المغاربة

هشام رماح
للنظام العسكري الجزائري أن يهنأ.. فقد استطاع كتم آخر أنفاس الأخوة التي كانت تصعد في دواخل الشعب الجزائري لتموت بشكل وئيد، فأن يظهر العديد من الجزائريين مناصرين لبلجيكا ضد المغرب ومهللين لإلغاء الهدف الأول لأسود الأطلس في مرمى "تيبو كورتوا"، حارس الشياطين الحمر.. دافع لأن يهنأ العسكر ويسترخون بعدما حققوا مرادهم.
كل العرب من المحيط إلى الخليج باستثناء الجزائر فرحوا وحتى رقصوا طربا من نشوة ما فعله أبناء وليد الركراكي في تشكيلة المنتخب البلجيكي.. في الملعب تشاطرت العائلة الأميرية القطرية يتقدمها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رئيس البلاد، مع الجماهير بملعب "الثمامة" فرحة الانتصار على المصف ثانيا بين منتخبات كرة القدم في العالم، وفي الإمارات العربية المتحدة ومصر التحفت الأبراج العلم المغربي.. وفي باقي الدول الكل فرح للمغاربة إلا الجزائريين.
بدا واضحا أن الأحقاد التي تجثم على صدور المغيبين من الشعب الجزائر ثقيلة تجاه المغرب والمغاربة، يعترفون بها ولا يضمرونها بل أصبحوا يتفاخرون بها، بعدما استطاع النظام المارق قلب الموازين لصالحه وطمس على هذا الشعب وهضم حقه بالقوة في المطالبة بدولة مدنية، كما رفعوها خلال جمعات الغضب، واستطاع أن يصرف النظر عن هذه المطالب بإذكاء الأحقاد تجاه المغرب الذي نصبه الـ"كابرانات" عدوا أزليا.
إبان مونديال قطر 2022، وبينما تخوض المنتخبات العربية والإفريقية غمار مباريات الكأس الذهبية، وبينما يحتفي الجميع بانتصارات الأشقاء ويحزن لخسارتهم، انكشفت للجميع معادن الناس فمنها الثمين الذي لا يصدأ ومنها الرخيص البخس الصديء من الجذر، الذي لا يرى فرحته في غير انكسارات الآخرين ويدمي قلوبهم كل ما يفرح الآخرين، وهو أمر أبان عنه بـ"جدراة" المشجعون الجزائريون المرضى بـ"هداءات الاضطهاد".
لقد استطاع النظام العسكري القائم في جارة السوء، أن يقطع شعرة "خاوة خاوة" التي كان يراها أحد على عنقه من السيف المهند، لكنه أيضا، عبر عن نفسه وعما يعتمل في نفوس الـ"كابرانات" وأبواقهم الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، من ضغائن، وقد تجاهل إعلامهم بشكل سافر الإشارة إلى فوز المنتخب المغربي على نظيره البلجيكي بثنائية نظيفة، ويكتفي بجرد باقي مباريات يوم الأحد الماضي الذي جعله الجزائريون أسودا ويوم مأتم لهم وهم يرون أبناء الركراكي ينتصرون.
نعم، لقد نضحت أنفس الـ"كابرانات" وتوابعهم بما فيها، وسلطت الضوء على الظلمة التي تغشى قلوبهم، ولفتوا انتباه كل وسائل الإعلام العالمية إلى أنهم مرضى بالمغرب والمغاربة، وانتحلوا للملك الراحل الحسن الثاني كل الأعذار وقد سبق الجميع بحصافته حينما قال ذات خطاب سامي "لاَ نَنْتَظِر من العالم أن يَعترفَ بصحرائنا المغربية.. بل كنا نريد أن يعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار".
وها هم الآن عرفوا وأصبحوا يدركون حجم ما يعانيه المغاربة من ظلم الجغرافيا التي أسقطتهم إلى جنب "الكراغلة".