إنجاز "الأسود" التاريخي يثير سعار التلفزيون الجزائري

واصل الإعلام الجزائري، تفادى التعاطي مع أخبار التألق التاريخي للمنتخب المغربي في منافسات كأس العالم، مع تطرق فقط لهزيمة خصوم الأسود بصيغة المبني للمجهول.
وفي واقعة غير مسبوقة، بث التلفزيون الجزائري خبر تأهل المغرب على حساب البرتغال، الأمر الذي دفع وزارة الاتصال، بإقالة المدير العام للتلفزيون الجزائري، شعبان لوناكل، للإقالة قبل انقضاء 24 ساعة عن المواجهة.
وقرر وزير الاتصال الجزائري، محمد بوسليماني، بتعيين نذير بوقابس، مديرا عاما للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، خلفا لشعبان لوناكل.
وخصصت جل المواقع الإخبارية الجزائرية، حيزا كبيرا لباقي المنتخبات المتأهلة، مع تجاهل الأسود، وهو ما يثبت أن النظام العسكري الحاكم في الجزائر، يستخدم جميع إمكانياته، لتفادي إنجازات المملكة في جميع الميادين سواء قاريا أو عالميا.
ورغم ذلك، فقد انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لجزائريين يعبرون عن فرحهم بتأهل التاريخي للأسود، بعدما بات أول منتخب عربي وإفريقي يتأهل للمربع الذهبي.
واعتبر عدد من النشطاء الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن ما فعلته بعض وسائل الإعلام الجزائرية هو سقطة إعلامية، مبرزين أن المغرب رفع اسم العرب والأفارقة عاليا، ووجب مساندتهم حتى النهاية.
وفي حديث سابق للجريدة 24، قال أحمد نور الدين، الخبير في العلاقات الدولية، إن ما يقوم به الاعلام الجزائري، الذي يحركه نظام الكابرانات، منذ اقتناص بطاقة التأهل للدور الثاني من المونديال، يظهر قمة الصبيانية السياسية التي تهيمن على التعامل مع كل ما هو مغربي، خاصة من ناحية الإنجازات.
وأكد نور الدين، أن تجاهل إظهار العلم المغربي في القنوات الجزائرية، يظهر رغبة نظام الكابرانات في زرع سمومه داخل عروق شعبه، مشيرا إلى أن المغرب لم يتجرأ يوما ما في تجاهل إنجازات الجزائرية سواء قاريا أو دوليا، خاصة في كرة القدم، بعدما تم التطرق لموضوع تتويج الجزائر لمنافسات كأس إفريقيا نسخة 2019.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، إن الخطوة التي قامت بها نظام الكابرانات، تشكل خطرا كبيرا بالأخص على الشعب الجزائري، باعتبار أنها تقوم بخلط ما هو مندرج في الشأن الرياضي إلى ما هو السياسي، الأمر الذي قد يؤدي إلى زرع الفتنة والحقد بين الشعبين.
وأوضح ذات المتحدث، أنه بصفة عامة، فإن نظام الكابرانات يحاول دائما تفادي إظهار إنجازات المملكة، وتزوير الحقائق من خلال عدم نسب الأشياء إلى أهلها بسبب الحقد والحسد، عبر تحريف الكتب التاريخية، والموروث الثقافي، من بينها ضجة الزليج المغربي، الذي يعترف به عالميا أنه ينتمي للمملكة.
وأبرز أحمد نور الدين، أن ما يقوم به نظام الكابرانات لسنوات، يبرهن عدم نضج الفكر السياسي الجزائري، ونظام كهذا يستحيل أن تجد أرضية للتفاهم معه.